نفض الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» غبار فضيحة الرشوة التي لطخت سمعة الهيئة الدولية والمرتبطة باختيار البلدين المضيفين لنهائيات كأس العالم لعامي 2018 و2022، من خلال إصدار لجنة الأخلاق التابعة له عقوبات تتراوح بين عام واحد وأربعة أعوام بحق ستة أعضاء في ال«فيفا» بينهم التونسي سليم علولو. وكان الاتحاد الدولي فتح تحقيقا في 18 أكتوبر الماضي بحق عضوين في لجنته التنفيذية هما النيجيري أموس ادامو والتاهيتي رينالد تيماري وطالب من لجنة الأخلاق القيام بتحقيق معمق ومستقل في هذا الصدد. وفي 20 من الشهر ذاته قررت لجنة الأخلاق إيقاف ستة أعضاء في الاتحاد الدولي مؤقتا وهم فضلا عن ادامو وتيماري، علولو والمالي أمادو دياكيتي واهونجالو فوسيمالوهي من تونجا والبوتسواني إسماعيل بامجي، قبل أن تصدر بحقهم أمس عقوبات تتراوح بين عام وأربعة أعوام لا يسمح لهم فيها بممارسة أي نشاط مرتبط بكرة القدم محليا أو دوليا سواء كان إداريا أو رياضيا أو أي نشاط آخر. وأوقفت اللجنة ادامو لمدة ثلاثة أعوام مع تغريمه عشرة آلاف فرنك سويسري «7400 يورو»، والأمر ذاته بالنسبة إلى علولو وفوسيمالوهي ودياكيتيه، فيما أوقف تيماري لمدة عام واحد مع غرامة بقيمة خمسة آلاف فرنك سويسري، وبامجي لمدة أربعة أعوام مع غرامة مالية بقيمة عشرة آلاف فرنك سويسري. وأوضحت لجنة الأخلاق في بيان لها أنها قررت إيقاف الأعضاء الستة بعد الاقتناع بخرقهم لبنود مختلفة من قانون الأخلاق للاتحاد الدولي. وأضافت اللجنة أن العقوبات اتخذت عقب اجتماعات للجنة التي انعقدت في زيوريخ من 15 إلى 17 نوفمبر الجاري في مقر الاتحاد الدولي في زيوريخ. وفتح الاتحاد الدولي التحقيق بعدما نشرت صحيفة «صنداي التايمز» الإنجليزية موضوعا يتعلق بعملية بيع أصوات أعضاء من اللجنة التنفيذية في التصويت لاستضافة مونديال 2018، ووقتها وصف رئيس ال«فيفا» السويسري جوزيف بلاتر الأمر بأنه «حالة بشعة جدا». وزعمت الصحيفة من خلال شريط فيديو أن ادامو، أحد أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا، طلب مبلغ 800 ألف دولار للتصويت لأحد البلدان المرشحة، إذ صورت لقاءه مع صحفيين «سريين»، قدموا أنفسهم وسطاء للتسويق لملف أمريكا في مونديال 2018، مقابل مبلغ من المال لمشروع خاص. وأوضحت الصحيفة أيضا أن رئيس الاتحاد الأوقياني ونائب رئيس الفيفا رينالد تيماري يريد 2.3 مليون دولار لمشروع أكاديمية رياضية في أوكلاند، كاشفة تباهيه أيضا أنه تلقى عرضين من ممثلي ملفين آخرين للحصول على صوته. ويترأس تيماري، وهو لاعب سابق احترف مع نانت الفرنسي، الاتحاد الأوقياني الذي يضم عددا من الجزر الصغيرة، منذ العام 2004. من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الدولي أنه «لا وجود لأدلة كافية» تثبت اتفاقا محتملا بين الملفين القطري والإسباني- البرتغالي حول تبادل الأصوات للتصويت على اختيار البلدين المضيفين لنهائيات كأس العالم 2018 و2022. وكان الاتحاد الدولي فتح تحقيقا حول اتفاق محتمل بين الملف المشترك لإسبانيا والبرتغال المرشحتين لاستضافة مونديال 2018، وملف قطر المرشحة لاستضافة مونديال 2022 حول تبادل الأصوات .