لم يستطع مشروع عقبة ضلع الطريق الرئيس الرابط بين منطقتي عسير وجازان الذي بلغت تكلفته نحو 450 مليون ريال، إنهاء مسلسل الحوادث المرورية الناتجة من القيادة غير المسؤولة أو الازدحام الشديد الذي تسببه السيارات العابرة خاصة في مواسم فصل الشتاء، حيث يهرب سكان أبها إلى مناطق الدرب وشاطئ الشقيق للاستمتاع بالأجواء الدافئة هناك. وكشفت إحصائية رسمية أن عقبة ضلع شهدت مصرع 1890 شخصا في حوادث مرورية خلال الأعوام العشرة الماضية. ورغم تراجع الحوادث بنسبة %45 العام الماضي، إلا أنه ومع بدء عطلة عيد الأضحى فإن العقبة موعودة بعودة أرتال السيارات إليها؛ وهو الأمر الذي يخشى معه زيادة عدد الحوادث المرورية. وقال المدير العام لإدارة المرور في عسير العميد حنش الشهري ل«شمس» إن إدارته تكثف حاليا دورياتها المرورية في عقبة ضلع حتى حدود عسير الإدارية مع منطقة جازان؛ وذلك لمراقبة السير، حيث جهزت نقطة تفتيش ثابتة في منتصف العقبة وهي معروفة باسم نقطة تفتيش قرضة، وزودت بكافة المعدات والعناصر البشرية، إضافة إلى النقاط التي تستحدث وقت الحاجة، وفي مناطق متفرقة وهدفها توعية السائقين بضرورة اتباع شروط السلامة والتقيد بالسرعات المحددة في العقبة ذات المنحنيات الخطرة والأنفاق. وأشار إلى أن إحصائية العام الماضي كشفت عن تراجع نسبة الحوادث في العقبة بما يقارب %45 وهذا معدل جيد وسيتم العمل على تقليله أكثر، لكنه طالب بتعاون المواطنين والمقيمين بالأخذ بأسباب السلامة واختيار الأوقات المناسبة للسير في العقبة، ومحاولة الابتعاد عن أوقات الذروة التي تكون عادة في أيام الأربعاء والجمعة من كل أسبوع. أما الناطق الإعلامي بالمديرية العامة للدفاع المدني المقدم محمد العاصمي فذكر أن إدارته تتعاون مع الإدارات الأخرى المعنية في عقبة ضلع، ومن ذلك إنشاء مركز دائم للدفاع المدني وذلك للمشاركة في عمليات الإنقاذ وتوعية السائقين خلال هطول الأمطار إجراء احترازيا. إلى ذلك اعتبر المواطن الحسن الساكتي أن عقبة ضلع المعروفة ب«عقبة» الموت تخلو من لوحات الإرشاد المرورية وكذلك تعاني من ضيق الإنفاق والطريق على الرغم من كبر ميزانيته. وأضاف على الإصبعي «من سكان جازان» أنه يعبر هذه العقبة هبوطا وصعودا يومي الأربعاء والجمعة من كل أسبوع بسبب عمله في خميس مشيط، مشيرا إلى أن عملية ترتيب السير من أعلى العقبة في أبها هي السبب الرئيس في التكدس، إضافة إلى صعوبة التخطي: «تبدأ بشكل غير انسيابي بطريق عريض، وما يلبث أن يضيق الطريق إلى أن يصل إلى منطقة الأنفاق؛ لذا فإن غير المتمرس في هذا الطريق سيجد صعوبة في التعامل معه والكثير من الحوادث كان وراءها هذا الأمر» .