تسهم البرامج الصحية بدور كبير في خدمة ضيوف الرحمن سواء وقائيا أو علاجيا حتى يؤدوا مناسكهم دون مشكلات صحية تطرأ عليهم خلال هذه الفترة، ولذلك تقوم الجهات الصحية بتقديم خطط وبرامج توعوية وإرشادية تسهم إلى حد كبير في وضع الحجاج في ظروف صحية تتناسب مع حاجتهم إلى كامل طاقتهم البدنية والنفسية أثناء أيام الحج. ومن الأمور التي ينبغي أن يوليها الحاج عناية خاصة مراعاة الاعتدال في تناول الغذاء أثناء موسم الحج، من غير إفراط ولا تفريط، وخصوصا المرضى منهم، وهذه القضية كما أنها من أصول التغذية السليمة فهي وصية نبوية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلا، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» أخرجه أحمد والترمذي. وينصح الحاج المريض بزيادة الدهون بالدم أن يحذر الإصابة بتصلب الشرايين الذي ينتج من ترسب الدهون على جدران الشرايين، والتي قد تصل إلى حد التقلص خصوصا شرايين القلب والرأس والأطراف، وإصابة القلب تؤدي إلى الذبحة الصدرية. ويراعى في الغذاء بعض الأطعمة التي تخلو من الدهون، ويفضل السمك الخالي من الدسم، الدجاج دون جلد، اللبن ومشتقاته دون دسامة بجانب الخضراوات والفواكه والخبز الأسمر والزيوت النباتية فقط. نظام غذائي كما ينصح الحاج المصاب بتصلب الشرايين والنظام الغذائي أن يهتم بنظامه الغذائي حتى لا يدخل في مشكلة الإصابة بالذبحة الصدرية «القلبية»، وهي عبارة عن اضطراب مفاجئ في أحد شرايين القلب وربما أكثر من شريان واحد يمنع وصول الدم إلى العضلة بالقلب، ونظرا إلى خطورة ذلك لا بد من الإشارة إلى أعراض الذبحة القلبية وهي شعور المريض بألم حاد في الجهة اليسرى من أعلى ويمتد هذا الألم إلى الظهر ويمتد إلى اليد اليسرى وأطراف الأصابع اليسرى ويصاحب ذلك هبوط ضغط الدم وربما غيبوبة. وعلى الحاج المصاب بتصلب الشرايين التقليل من الدهون والشحوم وأكل الخضار والفواكه والألبان قليلة الدسم واللحوم البيضاء المشوية، أما الحاج المصاب بضغط الدم فإن هناك قواعد عامة يجب الاهتمام بها وهي تقليل الأملاح بالغذاء وتقليل الدهون بالمأكولات والامتناع عن التدخين؛ حيث إن النيكوتين يساعد على ترسيب الكولسترول على جدران الشرايين، وهو ما يزيد من ارتفاع ضغط الدم ويسمح بشرب اللبن غير الدسم، البيض بمعدل ثلاث بيضات أسبوعيا، الأكل غير الدسم، وشربة الخضار قليلة الملح، الفواكه الطازجة. مخاطر الكوليسترول وبالنسبة إلى نظام التغذية فهو مهم بالنسبة إلى مريض السكري، وتزداد هذه الأهمية للحاج المريض؛ لأنه يقوم بمجهود ذهني وعضلي أثناء أداء مناسك الحج، وهو نظام ضروري لا يغني عنه الدواء. والغاية في النظام الغذائي لمريض السكري هو تقليل وخفض المواد السكرية والنشوية مع عدم نقص النسب من البروتينيات والفيتامينات، وينصح بأكل المأكولات الفقيرة بالسكريات، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بها. أما بالنسبة إلى الحامل والمرضع فإن حج المرأة وهي حامل أو مرضع يزيد من حاجاتها إلى الاهتمام بالتغذية لكونها تبذل مجهودا بدنيا أثناء شعائر الحج، وعموما فإنه لا بد من وضع اعتبارات أساسية في هذا الشأن من حيث عمر المرأة، مدة الحمل، صحتها قبل الحمل، الظروف النفسية أثناء الحج، ولا بد من الاهتمام بالعناصر الغذائية الأساسية من بروتينيات ونشويات ودهنيات، بالإضافة إلى الفيتامينات والأملاح والتي تؤخذ من مصادرها المختلفة كما سبق وذكرنا، ويجب الاهتمام بتقليل الأملاح للحوامل. وينصح الحجاج المسنون بأهمية تجنب الأغذية الغنية بالكولسترول، مثل: المقليات، والمحمرات، والبيض «يكفي ثلاث بيضات بالأسبوع» وعدم الإكثار من شرب اللبن «الحليب»؛ لصعوبة هضمه، وتعويضه باللبن الرائب، أو الزبادي الذي يعد غذاء ممتازا للمسنين وزيادة الخضراوات والفواكه «الفيتامينات والألياف» والأكل ببطء والمضغ جيدا، وعدم امتلاء المعدة، والاسترخاء بعد الأكل والتقليل من المخللات والتوابل والمنبهات مثل القهوة والشاي .