أوضح المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، أن الحرب الإعلامية على الإسلام وأهله أمر واضح وظاهر في كثير من وسائل الإعلام العالمي، ويستخدمون أحيانا أسماء مستعارة والهدف هو الإسلام وحده ومحاربته ومبادئه وأخلاقه وقيمه، وإن من واجب العالم الإسلامي تجاه هذه التطورات أن يكون موقفه عظيما من خلال إعلام إسلامي قوي يقارع الحجة بالحجة ويدحض الباطل بالحق. وأكد خلال كلمته في فعاليات أعمال مؤتمر مكةالمكرمة ال11 الذي تنظمه الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في مقرها بأم الجود بمكةالمكرمة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعنوان «التحديات الإعلامية في عصر العولمة»، أن الإعلام الإسلامي إذا طور على أيدي المخلصين قابل هذا الباطل بالحق المبين، وأوضح محاسن الإسلام وقيمه وهذا هو المطلوب منا، حيث إن أعداءنا اتخذوا وسائل الإعلام وسيلة لهم لنشر هذا الغزو الفكري الخطير ولاسيما ما يعرض في التلفاز وشاشات العرض مما له التأثير على الأمة في أخلاقها وقيمها، ومما زاد الأمر سوءا أن بعضا من وسائل الإعلام الإسلامي وبعض المحطات المنسوبة لبعض المسلمين أصبحت صدى لهذا الغزو الثقافي الخطير، وأصبحت تقلد الإعلام الغربي الهابط في كثير من شؤونها «إن هذا شيء خطير، فالإعلام الإسلامي يجب أن يتجرد لدعم الأخلاق والقيم والدفاع عن الحق ونشر محاسن الإسلام وفضائله». وبين المفتي أن الرابطة حري بها القيام بالدور الفعال ولاسيما لو كان لها قناة فضائية، أو اشتراك في القنوات العالمية لتنشر من خلاله الفضائل والقيم الإسلامية وتقارع الحجة بالحجة وتدمغ الباطل بالحق. ولفت إلى أن علاج هذا التطور الإعلامي لا يكون بالانغلاق ولا بمنع الزحف الإعلامي الهائل، ولا أن نتجاهل ذلك الإعلام الذي فرض نفسه على الواقع، وإنما يكون علاجه إما بمراقبة أي حدث مهم عرضه، وأن نقابله بالحق الواضح المبين وتوعية المتلقي توعية إسلامية في نفسه ليكون على بصيرة مما يلقى ويعرض، وأن ننشر قضايا الأمة وندافع عنها وننشر فضائل الإسلام وندافع عنه ليكون لإعلامنا وقع تأثيري في العالم وننبههم من هذه الأخطاء بالأسلوب الجذاب البعيد عن الشدة، وإنما هو نقاش علمي هادف لأنه لا يمكن أن تدحض الباطل بقوة الكلام، وإنما بالكلام الموزون الرزين الذي ينطلق من أسس علمية ثابتة. وكشف أن هذا المؤتمر يناقش التطور الإعلامي وثماره وكيفية التغلب على كثير منه، داعيا إلى استغلال الإيجابيات الإعلامية وتوظيفها لخدمة الإسلام والدفاع عن قضايانا وعرض فضائل الإسلام ومحاسنه «لابد للأمة المسلمة من إعلامي صادق متزن يعرف الحق باعتدال وإنصاف». وأوضح المفتي أن الله جل وعلا جعل الإسلام رسالة عالمية وجعل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم كذلك، «لهذا وجب على الأمة الإسلامية أن تبلغ رسالات الله للعالم في مختلف أصقاع الأرض»، مبينا أن تبليغ الرسالة يجب أن يكون كما جاء عن الله ورسوله مع التصدي لكل العقبات التي تحول بين ذلك، وبين تبليغ الرسالة وتأمين المجتمع المسلم من كل التحديات التي توجه إليه. وقال المفتي «إننا في عصر تقاربت فيه المسافات والتقت فيه الحضارات وتطورت وسائل الاتصال بين الناس مما أحدث شيئا في العقيدة والفكر ونمط الحياة، فنحن في عصر العولمة الذي أبرز إشكاليات وتحديات للعالم الإسلامي، وأن أعظم ما تواجهه الأمة الإسلامية التطور الإعلامي الهائل الذي له الأثر العظيم، وتأثيره في الناس معروف فهو بالغ التأثير سريع الانتشار وتعلق الناس به حتى ولج كل بيت شاء الناس أم أبوا» .