على الرغم من معاناة بعض الأندية من العجز المادي واحتلالها لمراكز متأخرة في سلم الترتيب العام مع حديث دائم وغير منقطع عن خزانة خاوية وتذمر مستمر للعاملين واللاعبين نتيجة تأخر تسليم الرواتب إلا أنها تتحول بقدرة قادر وأثناء قرب أي مباراة من العيار الثقيل مع الأندية الكبيرة إلى أندية تصدح حناجر مسؤوليها بمكافآت مجزية تتجاوز ال 15 ألف ريال في بعض الأحيان لكل لاعب. أمر محير يعكس قمة التناقض من الإدارة وتجعل الأسئلة تدور في الفلك من جميع الاتجاهات، هل الخزانة خاوية بالفعل أم أنه تمويه من قِبل الإدارة. وتساؤلات أخرى تدور حول ما إذا كانت الإدارة على علم بأن لاعبيها غير قادرين على هزيمة مثل هذه الفرق، ومن هذا المنطلق تعد بصرف مكافآت تدرك تماما أنها لن تخرجها. «شمس» بدورها ناقشت الموضوع مع عدد من الإعلاميين والرياضيين، فإليكم الخلاصة: في البداية فضل عضو شرف نادي القادسية جمال العلي توجيه العديد من الأسئلة لإدارات مثل تلك الأندية جاء فيه: « طالما تشتكون ليلا ونهارا من الشح المادي ولا تخلو وسيلة إعلامية من شكاوى اللاعبين والموظفين نتيجة عدم استلامهم للرواتب إذا كيف تقومون بتوفير مثل تلك الأموال وثانيا أسأل أين هم من اللائحة التي تقول يسلم اللاعب عند الفوز ألف ريال وعند التعادل خمسمئة ريال هل تناسوا مثل هذه النقطة في اللائحة أم هم أناس يسعون جاهدين لتدمير الأندية». وأضاف: «أنا على علم بأن البعض سينظر إلى ما تصرفه الإدارة على اللاعبين على أنها عوامل تشجيعية بقدر ما هي فلسفة تجلب الضحك عليها كإدارة تسير أمور النادي إلى الوراء». مكافآت شرفية تصاعدية فيما رفض رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري اتهامهم كرؤساء أندية بالبحث عن الشهرة والأضواء الإعلامية بالتفاخر في المباريات الكبيرة، موضحا أن سياستهم على سبيل المثال في نادي الاتفاق واضحة ولا مجال للف يمينا كان أم يسارا: «ما نقوم به في الإدارة هو صرف مكافأة تصاعدية على اللاعبين في حالة الفوز وتسلم أولا بأول ولكي يعلم الجميع بأن تلك المكافآت مصدرها أعضاء الشرف وليست من خزانة النادي». فكر انحرافي ومن ناحية أخرى حمل نائب رئيس تحرير صحيفة الرياضي محمد البكيري إدارات مثل تلك الأندية ما يحدث لأي لاعب من ردة فعل سلبية: « ما نراه في مثل تلك الأندية هو فكر انحرافي وغير احترافي، وللأسف تعاملهم مع اللاعب أشبه ما يكون بالفزعة، فاللاعب عندما يطالب بحقوقه عبر وسائل الإعلام تأخذ الإدارة في محاسبته بل ربما في محاربته ويتهمه البعض في العمل لحساب الآخرين وأنه يزرع الفتنة في النادي وكأنه موظف على بند الأجور، وعندما تكون هناك مباراة مع أحد الأندية الكبيرة تبدأ الإدارة في تغيير ملامحها من خلال الوعد بصرف مكافآت ضخمة على اللاعبين في حالة الفوز مما يجعل اللاعب في حيرة من أمره بل ويشكك في مصداقية الإدارة». وأضاف: «أنا بصراحة لا أستطيع أن أشكك في نوايا الإدارة هل هي تملك المادة أم أنها على علم بصعوبة الفوز على مثل تلك الأندية، فتبدأ في وضع المبالغ الكبيرة جميعها أمور لا يعلمها سوى الله سبحانه». اهتزاز الثقة ويرى جابر الحقوي لاعب فريق الفتح أن تناقض تصرفات إدارات الأندية تهز اللاعبين نفسيا وتفقدهم الثقة: «بالأمس يطالب اللاعب الفلاني بمستحقاته ويشتكي الموظف في النادي من عجزه في توفير حاجات أسرته، والإدارة تؤكد أن الخزينة خاوية ولا حول ولا قوة لها وتنتظر الفرج وبين مصدق وغير مصدق تفاجأ بمكافأة ضخمة من الإدارة في حالة الفوز عند مقابلة الأندية الكبيرة بصراحة تصرفات لا نستطيع التعمق فيها فالنوايا لا نستطيع البحث فيها». نظرة قاصرة ويختتم الأمين العام لمجلس الجمهور الهلالي في المنطقة الشرقية محمد العريني الآراء بتحميل أعضاء شرف الأندية مسؤولية ما يحدث من أمور وتفسير للنوايا من خلال تصريح الإدارة بصرف مثل تلك الأموال الضخمة في حالة الفوز على الأندية الكبيرة: « هذه غلطة يتحملها أعضاء الشرف، فالنادي ربما يمر بضائقة مالية ويحتاج إلى ضخ الأموال في الخزانة لتسيير أمور النادي وصرف الرواتب، وهذا هو الأهم والمكافآت كان من المفترض تكون بهذه المبالغ الكبيرة على الأندية المتوسطة والصغيرة تكون في المباريات المصيرية والتي يحدد من خلالها على سبيل المثال البقاء في الدوري أو الهبوط، وأنا هنا من الصعب أن أبحث في نوايا مثل هؤلاء أعضاء الشرف هل هم يبحثون عن الظهور الإعلامي أم هم بالفعل يقصدون خدمة النادي، وهذه من الممكن التوصل إليها من خلال قربك من هذا العضو ولكن في النهاية ومن خلال المشاهد كم هو صعب تأثر تلك الأندية الكبيرة من مثل هذه الأمور والهالة الإعلامية للأندية المتوسطة والصغيرة قبل المباراة» .