غياب الحريات من خلال سيطرة نوعية «داجنة» في المدح والتبجيل والتطبيل، هو ما قلل من إمكانية تحرر الوسط الإعلامي الرياضي مما كان يئن تحت وطأته عقودا من الزمن، وبالتالي هو من وضعه في «أزمة» ما يطلق عليه القيم والأخلاقيات والمهنية، التي من أهم صفاتها مجانبتها على الدوام قول الحق، والتحدث بشفافية والحرية في قول الحقائق؛ ولهذا ومن أجله فقد بقيت المداراة والتزييف والتزلف، أسسا ثابتة وقواعد ضربت أطنابها في دهاليز بلاط صاحبة الجلالة، فترعرعت ونمت وارتوت، فربا فوقها العديد من رؤى الاستلاب الثقافي الخاص بالإعلام الرياضي، أضافت من خلالها أبعادا غير حقيقية وغير واقعية على «شخصيات»، أو أحداث تاريخية رياضية، أو حتى أفكار لا تستحق كل هذا المديح «التبجيلي» الممقوت، والساعي إلى تزييف حياتنا الرياضية، وبالتالي تزييف الوقائع العادية ونسبتها إلى من لا يستحق بتحويلها إلى ملاحم تاريخية يجب أن تكتب بمداد من الذهب، وهي في الحقيقة لا تستحق حتى النحاس!! وهنا يطل برأسه تساؤل منطقي: ما الإنجاز الباهر الذي قد صنعه «البعض» لرياضتنا السعودية من خلال عمله في «الأندية» لكي يتم وصفه بأنه كان إضافة للرياضة السعودية؟! وما الخسارة إن غادر وذهب فجميعهم «مستنسخون»، والتمايز فيما بينهم هو بكيفية احتواء الأبواق الإعلامية، لكي يرسموا حول أعمالهم «بروازا» من الذهب الرخيص، لخداع الرأي العام أطول فترة ممكنة، فها هي ورقة التوت قد سقطت، فانكشفت الحقائق التي حاولوا إخفاءها تباعا؛ فبعد أن كان يسمى شفافا صادقا، فيما كان يقوله أثناء تلاعبه بالألفاظ حتى يستمر أكبر فترة ممكنة، فقد اكتشف الكل أن دور البطولة التي عاشها كل تلك الفترة ما هي إلا على شاكلة البطولات «العروبية» الخالصة التي تتميز بالأقوال والوعود والخطب الرنانة، وبيع الأحلام الزائفة، لا على الأفعال والحقائق؛ ولهذا فنهاية «الثرثرة» دوما تمثيلية «هابطة» ينكشف السيناريو الخاص بها، والمعد سلفا في «الأقبية» الإعلامية قبل أن يتم الإعلان عن موعد بدء تصويرها، في النهاية: متشابه يالدور متشابه.. شبك وباب ونور متشابه!!