المتتبع لأحوال البيت الأزرق يشعر بأن الفريق الكبير صاحب السيادة محليا وآسيويا يواجه خطرا مقبلا على الاستحقاقات المقبلة إذ إن هنالك نقاط ضعف وظروفا أثرت في مسيرة الفريق آسيويا ويخشى الجمهور الأزرق أن تؤثر على فريقهم محليا لا سيما في بطولة الدوري التي يرى جمهور الهلال أنه قد تخفف عليهم من الصدمة الآسيوية وهي البطولة التي عصفت بالبيت الهلالي فنيا وإداريا إذ إن المدرب استعجل بالسفر بعد الخروج وأبى الرئيس الهلالي ألا يترك صديقه يغادر البيت الأزرق وحيدا. ففي الوقت الذي كان الجمهور الأزرق يحاول أن يلتقط الأنفاس ويصحو من الآلام والصدمات سواء من طعنة جيرتيس أو الخروج المر من الآسيوية معتقدين أن الأمر انتهى عند هذا الحد فالفريق ألغى الحجز على طائرة طوكيو والمدرب الخائن يحزم حقائبه بعد أن نقض العقد ورمى بالعقد الذي يربطه بالفريق السعودي في شواطئ المغرب مؤملين خيرا في الرئيس بأن يضمد جراحهم ويهون من صدمتهم بملاحقة المدرب الخائن قانونيا والسعي جاهدا لترتيب أوراق البيت الهلالي والتعويض مستقبلا إلا أن الرئيس صعقهم باستقالته المفاجئة للوسط الرياضي التي ناقضت تصريحاته قبل انطلاق قطار الموسم الرياضي وخالفت تأكيداته قبل أي مباراة في البطولة الآسيوية بأنه باق ولا يفكر في الرحيل حتى وإن خرج الفريق آسيويا ولكن ما حدث هو العكس فما هي إلا دقائق من خروج زعيم آسيا إلا ويخرج الرئيس ويعلن استقالته ليعمق الجرح الأزرق وكأن لسان حال الجمهور الهلالي يقول «هو أنا ناقص يا خويه». وينتظر الجمهور الذي لطالما كان وفيا أن يسمعوا تحركا من إدارة الهلال برفع شكوى إلى المحكمة الدولية حيال المدرب المغربي جيرتيس فبأية حق وبأية قانون يوقع مدرب عقدين كل عقد في قارة، فالمدرب ضرب بلوائح الاتحاد الدولي عرض الحائط ومن أبسط الأمور أن يرفع الطرف المتضرر شكوى إلى الجهة التي تؤدب من يخترقون الأنظمة والاحتراف والعقود، فأمثال جيرتيس لا يستحقون أن نتعاطف معهم حتى وإن كان يرتبط بصداقة قوية مع الرئيس ومدير الفريق فالصداقة في جانب وأدبيات العمل والاحتراف والالتزام بالعقد في جانب، وهذا ما أكده مدير الفريق سامي الجابر وكذلك رئيس الهلال اللذان منذ العام الماضي أخذا يعطيان الآخرين دروسا في مبادئ الاحترافية وعلى رئيس الفريق أن يعمل بتصريحه الذي قال فيه «إن المغرب وقع عقدا مع جيريتس رغم ارتباط الأخير بعقد مع الهلال وهذا خرق للقوانين لن نسكت عليه على الرغم من العلاقات الجيدة بين المغرب والمملكة». الفريق فنيا يخطئ الكثير حين يعتقد أن برحيل جيرتيس قد ينتهي الحديث عنه ولن يلحق به نقد وشتم مستقبلا، إذ إن السفينة الزرقاء قد تعاني من تخبطات فنية ومؤثرات نفسية تتسبب في زعزعة خط سير السفينة وانحرافها عن المسار الحقيقي لآمال الجمهور وتطلعات اللاعبين. المدرب المقبل بكل تأكيد يحمل فكرا تدريبيا مختلفا عن المدرب السابق فضلا عن حاجته لمتسع من الوقت للتعرف على اللاعبين والتأقلم مع الأجواء والأحداث، وهذا ما يهدد وضع الفريق حيث علمتنا التجارب السابقة أن تعدد المدربين يشكل معاناة فنية ونفسية للاعبين فاختلاف المنهجية التدريبية وتنقل الأساليب التدريبية وتغير التعامل والطريقة والتشكيلة من مدرب لآخر مع الأخذ في الاعتبار اختلاف الظروف المحيطة قد تعجل بغرق أي فريق ما لم يكثر الجمهور واللاعبون «التسبيح». اللاعبون والمعاناة اللاعبون لا سيما الأربعة المحترفون لا شك أنهم يعتبرون الركيزة الأساسية للفريق الأزرق ولا يجد الكثير من النقاد والجمهور في التأكيد على أن الرباعي الأجنبي يشكل 70 % من قوة الفريق الأزرق، ويخشى الجمهور الأزرق من أنه بقدوم المدرب الأجنبي سيتأثر النجوم الأربعة وقد كانت بوادر رحيل جيرتيس واضحة على الرباعي فنيا ونفسيا، فاللاعبون الأجانب ينتابهم حالة من القلق إذ يخشون أن يكونوا الضحية لفكر المدرب الجديد الذي قد يقلل من فرصة تواجدهم بالبحث عن بدائل لهم. خطوط الفريق اللاعبون المحليون ينافسون الرباعي الأجانب من حيث تدني الأداء الفني إذ لوحظ أن بعضا منهم لا يزال يعيش في حالة تخبط فني وذهني ونستشهد بالخط الدفاعي كهوساوي والمرشدي اللذين تصدر منهم أخطاء بدائية وقاتلة وقد يكون لغياب القائد محمد الدعيع دور كبير في ذلك لا سيما أن الدعيع لا يقتصر دوره كحارس لسد الخانة بل يملك قدرات عجيبة وإمكانيات كبيرة تؤثر إيجابا على أداء اللاعبين ونستشهد بحديث ياسر القحطاني بأن الدعيع يساعده في معرفة نقاط ضعف الحراس الآخرين وفي اختيار المكان الصحيح في الركنيات. من ذلك نستخلص أن عناصر الفريق افتقدوا للقائد المؤثر علاوة على ذلك كان جيريتس قد زاد الطين بلة باستقطابه لاعبين لم يستفد الفريق منهم فنيا سوى تدفئة مقاعد الاحتياط أو معالجة النادي أصاباتهم في الوقت الذي أعطى إدارة الهلال أوامره بالاستغناء عن أبناء الفريق كعمر الغامدي الذي اكتشفت إدارة الهلال بعد أن وقع الفاس في الرأس أن قرار التبديل فضلا عن إعارة لاعبين آخرين كان قرارا خاطئا بدليل أن الفريق كان في أمس الحاجة لهؤلاء بعد أن لعبت الإصابات والغيابات دورها. الجمهور في ترقب الجمهور الهلالي – بحارة آسيا يترقب ماذا سيعمل ربان السفينة في حالة ثنيه عن الاستقالة التي لم تكن في وقتها، فالكيان أمانة والجمهور ينتظر مطاردة جيرتيس قضائيا والمحافظة على حقوق الفريق التي انتهكها «فالمدرب» هو من تسبب فيما يحدث للهلال وما سيحدث مستقبلا من جميع النواحي فما هو ذنب اللاعبين والجمهور والكيان ككل في أن يخرج الهلال في الحلقة الأخيرة في الموسم الرياضي الجاري بلا بطولة ويعيشوا أوضاعا صعبة بينما خائن العهود وناقض العقود ينعم بالتدريب مرتاحا نفسيا وذهنيا وماديا