حولت مجموعة من الشباب شوارع حي بريدة الضيقة بمحافظة الطائف إلى بؤر من الإزعاج والتفلتات التي ضاقت بها صدور السكان الذين فشلوا في السيطرة عليها والاستمتاع بهدوء الليل الذي تحول إلى صراخ وجلبة يصدرها أولئك الشباب الذين يتعاطون الممنوعات بشكل يجعلهم مصدر قلق، خاصة لكبار السن والنساء والأطفال، حيث يقرعون الأبواب والشبابيك ويتسللون إلى المنازل المفتوحة ويحطمون زجاج السيارات المتوقفة ويسهرون إلى ساعات الفجر الأولى. وقال العم معيض الجعيد «إن أولئك الشبان يشكلون مصدر قلق وإزعاج غير محتملين، مشيرا إلى أن أحدهم يدعى «أبو دماء» دائما ما يظهر ويختفي في الحي بسرعة غريبة خاصة في الساعات المتأخرة من الليل، وكثيرا ما يلاحظ أن ثيابه ملطخة بالدماء وتصدر منه روائح كريهة. كما لفت إلى أن أحدهم ويدعى «أبو بواري» يبث الخوف في نفوس أطفال الحي عند إرسالهم لشراء بعض الأغراض من بقالات الحي». وذكر أنهم حطموا جميع مصادر الإنارة في الشوارع حتى يمارسوا إزعاجهم في مأمن من الأعين «طالبنا مرارا وتكرارا بالتصدي لهم لكنهم ما يلبثون أن يعودوا، فلم نعد نملك خيارا آخر غير ملازمتنا لمنازلنا عند دخول الليل». وأكد فهد الجعيد أنهم إذا زجروا أولئك الشباب فإنهم يتحلقون حوله ويحاولون تخويفه، أما عندما يحل الليل فإنهم يسارعون للانتقام من خلال تكسير زجاج السيارات وإعطاب إطاراتها وتحطيم الأبواب والنوافذ. وأضاف عبدالله الثبيتي «إن أولئك المتفلتين يصعب التعامل معهم خاصة عندما يتعاطون الممنوعات، وبقايا تجمعاتهم تشوه الشوارع بشكلها المقزز». ولفت إلى أن الدوريات الأمنية تتجاوب مع البلاغات المقدمة من السكان لكنهم يتوارون عن الأنظار بمجرد حضورها إلى الموقع ويظهرون مجددا بعد انصرافها. وطالب بأن تكون هناك نقاط تفتيش داخل الأحياء. وأكد الناطق الرسمي بشرطة محافظة الطائف الرائد تركي الشهري أن أفرع أجهزة الأمن العام بالطائف تبذل طاقتها لتغطية مسؤولياتها الوقائية والجنائية والإدارية والمرورية لتأمين أقصى درجات الأمن للمواطنين والمقيمين بالمحافظة، مشيرا إلى أن كل البلاغات التي ترد إلى غرفة العمليات تمرر للفرق العاملة في الميدان، وهي محل اهتمام وتحظى بمتابعة ميدانية وعلى مدار الساعة ووفق آلية مناسبة لتغطية الأحياء كافة. وأضاف أن الشرطة والدوريات تقيم نقاط تفتيش مفاجئة وفي مواقع مدروسة وفي أماكن وأوقات متفرقة، وتتعامل مع ما يضبط خلال أداء عملها من حالات، إضافة إلى المشاركة مع باقي أفرع أجهزة الأمن العام بالمحافظة لمتابعة انتشار بعض الظواهر السلبية لدراستها والحد منها، مثل تجمعات بعض المراهقين في أوقات متأخرة من الليل، التي من شأنها أن يصدر عنها إزعاج للمواطنين والمقيمين. وأشار إلى أن الدوريات السرية التي تنطلق من قسم التحريات والبحث الجنائي ومراكز الشرط وإدارة دوريات الأمن بالمحافظة، تعمل جنبا إلى جنب مع الدوريات الرسمية في تغطية مربعات الأحياء بالمحافظة، كما تنفذ قوة المهمات والواجبات الخاصة بشعبة الضبط الإداري بشرطة محافظة الطائف، حملات أمنية بالمشاركة مع الأجهزة الأمنية المعنية في العديد من المواقع .