عندما يتحول عشق القراءة إلى لذة وتتحول العقبات إلى طرق ميسرة وتنتعش بصيرة الشخص لتنير بصره، كل ذلك يعكس قصة الشاب يحيى صاحب ال20 ربيعا عندما خرج إلى الدنيا كفيف البصر ليندمج في حلقات التحفيظ، ويظفر بحفظ القرآن كاملا في سن السابعة، وفي ذاكرته المليئة بذكريات السعادة الحقيقية مطمح تأكيدي بشفاعته في أهله، وحصوله على تاج الكرامة وحلتها في الدار الآخرة. يحيى عبدالله علي محمد، أحد أبناء مسجد الأميرة صفاء التابع لمركز إشراف البلد بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة، انضم إلى الحلقات منذ سبعة أعوام، بتشجيع من والديه، وانضم لحلقة الشيخ فرج عبدالله عفيفي، الذي ساعده وتابع حفظه، ومن حينها لم ينقطع عن التحفيظ، وذلك مما عجز عنه الأصحاء. يحيى حفظ القرآن فيما يقارب السبع سنوات، ويبرهن يحيى أنه في بداية الأمر كان يحفظ نصف صفحة، ما انعكس إيجابا على ذاكرته، حيث أصبح يحفظ صفحة كاملة في اليوم الواحد. أما عن الطريقة فهي من خلال أشرطة الكاسيت بصوت القارئ الشيخ عبدالله بصفر، الذي لا يزال صوته مرسوما في ذاكرة الشاب، ومنعكسا على كلمات ذكر الله التي تخرج من حنجرته. يضيف يحيى «حصلت على مصحف برايل العام الماضي من وزارة التربية والتعليم، وذلك عن طريق المدرسة، التي تواصلت مع الوزارة، ويعرف الجميع من المكفوفين أهمية هذا النوع من المصاحف، وآليته العملية في عملية المراجعة بشكل كبير». وعن الصعوبات بين أنها لا تكاد تذكر فالحفظ كان متيسرا، «لم تعترض طريقي سوى صعوبات بسيطة متمثلة في المتشابهات من الآيات فقط، ولكن حب القرآن جعلني أتلذذ بهذه الصعوبات، ولم أحزن لفقدان البصر فالرسول صلى الله عليه وسلم وعد من فقد حبيبتيه بخير». وأشار إلى أنه ما إن بدأ يهتم بالقرآن «حتى قررت الانضمام إلى إحدى حلقات القرآن وبالفعل أتيتهم أعمى، أريد أن أبصر فكان الترحيب أولا من المسؤولين عن الحلقة، وبدأت الترديد خلف معلمي فرج عبدالله عفيفي، وهنا يجب الإشادة بتشجيع المعلمين وزملائي الطلاب، ثم تطور الأمر بعد ذلك حتى صرت أحفظ صفحة ثم صفحتين، الأمر الذي أذهل المسؤولين حتى سمعت من قال: هل أنت أعمى؟! ويزداد ذهول الأصدقاء حينما أراجع جزءا كل يوم».