يستحوذ الشعر على اهتمام فئات المجتمع على اختلاف تخصصاتهم ومجالات أعمالهم، وهم بين الحين والآخر يكونون نجوم الإعلام والتليفزيون. ارتبط اسمها بالجمال حينا، وبالغنج حينا آخر، ولا توحي طريقتها في تقديم البرامج بأنها تميل إلى قراءة الشعر أو أنها مهتمة بهذا المجال الذي لا يتقاطع مع مجال عملها في نقاط واضحة، لكن المذيعة حليمة بولند تؤكد أنها تتذوق الشعر وتحرص على متابعة جديده في أوقات فراغها «أتابع كل ما ينشر بقدر ما يسمح لي الوقت، وأحاول أيضا أن أشاهد بشغف كل البرامج التي تسلط الضوء على الأمسيات الشعرية وتلك التي تهتم بالشعراء، وأحاول أيضا أن أكون على صلة بالشعراء الذين يحيون جلسات وأمسيات شعرية رائعة». وربما يكون الأمر مفاجئا إذا علمنا أن مكتبة حليمة المنزلية تضم عددا كبيرا من دواوين الشعر الفصيح مثل المتنبي وغيره، وإن كان نزار قباني هو شاعرها المفضل الذي تحرص على قراءة أعماله بين الحين والآخر، لكنها في المقابل تتكتم على اسم شاعرها المفضل حين يتعلق الأمر بالشعر الشعبي. وهي تتعامل بالدبلوماسية نفسها حين تسأل عن القصيدة الغاضبة التي انتقدت مسيرتها في برنامج «مسلسلات حليمة»، والتي نسبت إلى الشاعر القطري محمد بن فطيس لولا أنه نفى أي صلة له بهذه «القصيدة الركيكة» على حد تعبيره. ومع انشغالاتها الكثيرة بمواعيد التصوير وارتباطاتها العملية الأخرى، قد لا تجد حليمة فرصة لإشباع رغبتها في حضور الأمسيات الشعرية «ألبي الدعوات التي تردني من المهرجانات والأمسيات، سواء في الكويت أو خارجها، وأحرص دائما على انتقاء الأمسيات الجميلة». ورغم الأصوات التي تتحفظ على كثرة المسابقات الشعرية، فإن حليمة تبدو مطمئنة لها وترى أنها طريقة جيدة لإبراز المواهب «أشجع كثيرا المسابقات وأطالب كل القنوات بإجراء مسابقات للشعر؛ لأنها تبرز الأصوات الجيدة وتمنحهم فرصة إلقاء القصائد الجميلة أمام ملايين المشاهدين، كما أن بعض البرامج ساهمت بشكل مباشر في عودة الشعر إلى ساحة الإعلام، مجددا». وترى حليمة أن الكلمات الجميلة هي التي تحدد المسافة بين حنجرة الفنان ونوتة الملحن، وإن كانت تميل إلى تفضيل الكلمة على اللحن، أو هي تتعصب للشعر على حساب الموسيقى «قوة الشاعر تكمن في موهبته وجمالية عبارته التي يخطها وهي التي تؤثر في نجاح العمل أو فشله، فأنا حين أستمع إلى أغنية مميزة أردد كلماتها دون أن أنتبه إلى روعة اللحن أو توزيعه الموسيقي». ولا تخفي حليمة سعادتها الغامرة بالغزل الذي يقوله الشعراء فيها، فهي ترى أن هذا اعتراف بجمالها «يسعدني ذلك الغزل حتى لو جاء معرض المقارنة بيني وبين حبيبة الشاعر على أنها أجمل مني، فهذا يدل على أنني مثال للجمال، وللأسف لم أناقش أحدا في هذا الموضوع ولم ألتق بهؤلاء الشعراء إطلاقا».