في خطوة تعد الأولى من نوعها، سعت مدرسة ابتدائية بالجبيل الصناعية بالهيئة الملكية، إلى الخروج عن المألوف بابتكار فكرة جديدة باسم «ديوانية الفناتير» نسبة إلى اسم المدرسة، وذلك بهدف كسر ملل الطلاب من الحصص الدراسية وزرع روح التنافس الشريف بين الطلاب. وأوضح مدير المدرسة عبدالحميد الحماد أن الفكرة هدفت إلى رفع وبث روح التنافس بين الفصول وتحسين المستوى السلوكي والتنظيمي والعلمي عن طريق مسابقة لجمع الدرجات خلال أسبوع كامل من قبل المعلمين والإدارة لجميع الفصول، ويحق للفصل الفائز دخول الديوانية ليوم واحد خلال حصتين دراسيتين متتاليتين. وأضاف «الديوانية عبارة عن غرفتين بمدخل مستقل تم إعادة طلائهما بألوان وتشكيلات جديدة ومحببة للنفس لتناسب المرحلة العمرية لطلاب المرحلة الابتدائية». واستطرد «تحتوي الغرفة الأولى على ألعاب تركيب وتفكير، لتنمية مهارات الطلاب الفكرية، بينما تحوي الغرفة الثانية ألعابا رياضية وترفيهية تتمثل في «بيبي فوت، بلياردو، هوكي» وذلك من أجل زراعة المرح والفرح في نفوس الناشئة وتحويل المدرسة لبيئة جاذبة ومحببة لهم، وكل ما تم في الديوانية من ألوان وألعاب وفرتها المدرسة بجهودها الذاتية لإيمانها بدورها التربوي والتعليمي لأبنائها الطلاب». وتمنى الحماد أن يتم تطبيق ذلك في جميع مدارس المملكة، لكسر الجمود والروتين الذي يشعر به الطلاب تجاه مدارسهم حتى لا يتسلل الملل لنفوسهم وعقولهم. كما أكد المستشار الاجتماعي خالد الأسمري أن الترفيه يشكل الحافز الأكبر في تغيير سلوك الأطفال، وبالتالي كلما أشبعنا هذه الاحتياجات لديهم انعكس إيجابا على تغيير وضبط السلوك للأفضل، والمدارس في جلها تفتقد هذا الجانب، وأصبح الجو المدرسي غير جاذب لكثير من الطلاب لوجود الرتابة في عالمه الذي يقضي جل يومه فيه، ووجود مثل هذه الغرف التي تشجع الطالب على أن يلتزم ببعض القواعد والضوابط السلوكية للاستمتاع بما تحتويه من ألعاب ذات توجه ترفيهي، وألعاب أخرى ذات توجه خاص لتنمية قدرات الطالب في عالم التفكير، مشيرا إلى أن وجود مثل هذا التغيير يحفز الطالب على التزام السلوك الذي يتحول مستقبلا إلى عادة يمارسها ويتأثر ويؤثر فيمن حوله. وأضاف «ما زالت أمنياتي أن أجد في كل مدرسة غرفا جاذبة تنمي مهارات أبنائنا الطلاب، كالغرف المهنية التي يمارس فيها الأطفال بعض الأعمال التي تساعدهم على اكتساب الثقة في التعامل مع البيئة المحيطة، وفتح آفاق من التأمل المستقبلي، وتخيلوا أنه يوجد لدينا غرف خاصة بتعلم الكهرباء، وأخرى للديكور، وقس على ذلك الكثير، سيكون هذا الطالب قادرا في مستقبله بإذن الله على أن يساعد والده في التعامل مع الأعطال في المنزل، ويكسبه الثقة والانتماء للبيئة التي يتعامل من خلالها.. فهل سنرى مستقبلا مثل هذه التجربة؟».