قام الجمهور الصربي الذي حضر لمساندة منتخب بلاده في مباراته أمام إيطاليا أمس الأول بالتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم أوروبا 2012 بأعمال شغب وسبب فوضى عارمة على ملعب نادي جنوي، ما أجبر حكم اللقاء على إلغاء المواجهة نظرا لفشل قوى الأمن الإيطالي في احتواء المشكلة. وعاد لاعبو المنتخبين إلى حجرات تغيير الملابس بالملعب قبل موعد بدء المباراة ثم عادوا إلى أرض الملعب بعد نحو 30 دقيقة، حيث دخل رجال الشرطة في مواجهة مع نحو 100 مشجع حطموا سياجا أمنيا وحواجز زجاجية وأطلقوا المشاعل. وبدأت المباراة لكن اللاعبين اضطروا لمغادرة أرض الملعب بعد سبع دقائق فقط لقيام المشجعين المشاغبين بإلقاء المشاعل في اتجاه حارس المرمى الإيطالي فرانشيسكو فيفيانو. وعلى الرغم من أن عدد الجماهير الصربية لم يتخط 1300 إلا أنهم نجحوا في تنفيذ مخططاتهم كاملة. وكان المتسبّب الأكبر في المشكلة مشجعا صربيا ملثما، تسلق السياج الحاجز عن أرضية الملعب ليجلس في أعلاه ويبدأ في شحن همم زملائه، وعندما لم يجد التفاعل المطلوب قام بتهشيم الزجاج بالإضافة إلى الكثير من الأعمال التخريبية واطلق بعض الألعاب النارية، لتبدأ بعدها عملية الشغب. وقام الجمهور الصربي بالكثير من الأعمال المؤسفة مثل تعمده حرق أعلام الدولة المسلمة ألبانيا في تصرف غير مبرر، ولكن الحكومة الصربية أكدت أن جميع الأحداث التي شهدتها المباراة جاءت من جماعات متطرفة تسعى في الأصل إلى زعزعة استقرار الدولة منذ مدة زمنية بعيدة. ورغم الأفعال المشينة التي قام بها الجمهور الصربي، إلا أن عناصر الأمن في إيطاليا تلام كثيرا على ما حدث نظرا لعدم استعدادها للتعامل مع حالات مشابهة، وسماحها للجمهور الحاضر بإدخال أسلحة بيضاء وألعاب نارية، بالإضافة إلى عصي خشبية. وحذرت بعض وسائل الإعلام الإيطالية في وقت سابق الاتحاد المحلي للعبة، بسبب اختياره ملعب جنوى لخوض المواجهة، نظرا لضعف النواحي الأمنية في المدينة، وقلة الحواجز التي تفصل بين الملعب والجماهير، بيد أن الاتحاد تجاهل تلك النداءات وأصر على خوض المواجهة في جنوى. واستطاعت الشرطة أخيرا القبض على 100 مشجع فور خروجهم من الملعب، وأكد المتحدث الرسمي باسم الشرطة الإيطالية أن الصرب كانوا ينوون القيام بأعمال تخريبية في إيطاليا، حيث توجهوا إلى بعض سيارات الجماهير المحلية وحاولوا تهشيمها ومهاجمة أصحابها. وقال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» في بيان أصدره أمس، إنه بدأ التحقيقات في الأحداث التي شهدتها المباراة، مع توقعات بأن يتم اعتبار إيطاليا فائزة بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، مع فرض غرامات قاسية على اتحاد البلدين. وركزت الصحف الإيطالية أمس على ما حدث في المباراة، مؤكدة أنها تستغرب وجود مثل هذه الحالات في عالم كرة القدم، وأوضحت صحيفة «لاجزيتا ديللو سبورت» أن الجماهير الصربية بدأت أعمال الشغب قبل انطلاق المباراة، وأول الضحايا كان أفراد المنتخب بعدما استقبلوا الحافلة التي تقل اللاعبين بالحجارة والعلب الفارغة. من جهة أخرى شوهد قائد المنتخب الصربي ديجان ستانكوفيتش يبكي فور إعلان حكم المباراة عن قراره بإنهاء المباراة، حيث شعر اللاعب بأن كلمته غير مسموعة أمام مشجعي منتخب بلاده، لكونه توجه إليهم أكثر من ثلاث مرات وطالبهم بالكف عن أعمالهم، ولكنهم لم يعيروه أي اهتمام .