تعد السياحة البرية في بلدنا من أمتع وأجمل أنواع السياحة، لاسيما مع قرب موسم الأمطار، ولعل من أكثر الأماكن المشهورة في عالية نجد لدى كثير من مرتادي البر هي منطقة الصمان التي تكثر بها مناطق الربيع أو كما يسميها عامة الناس بصفة الجمع «الفياض» أو «الرياض». وقامت الدولة مشكورة منذ سنوات بعمل جميل جدا وهو تنفيذ سوار لبعض مناطق الفياض والرياض تلك «نحو 20 أو 30 فيضة فقط»، والسوار هو عبارة عن عدد من الأعمدة البيضاء التي ترتفع عن مستوى سطح الأرض بنحو متر تقريبا ويفصل بين كل عمود والآخر ما يقرب من متر ونصف. وكان الهدف من ذلك هو حماية تلك الفياض من دخول السيارات حتى يستفيد منها مرتادوها، إلى جانب أصحاب المواشي الذين يفرحون كثيرا حين تدخل مواشيهم إليها لتأكل منها ما شاء لها الله أن تأكل. ما أود رفعه كمقترح هو أن تتبنى هيئة السياحة هذه المناطق برعاية خاصة من خلال عمل مسح شامل على كل تلك الفياض، وتحديد أفضل 50 إلى 100 فيضة أو روضة بناء على المساحة أو الشهرة استنادا إلى نمو الربيع فيها خلال السنوات الماضية، وأن تقوم الهيئة بتسوير الفياض المختارة بطريقة تشبه الأسوار المبنية في الفياض المشهورة كفيضة التنهات أو خريم، وذلك بهدف قطع الطريق على بعض ضعاف النفوس أو المراهقين الذين يهدمون تلك الأسوار ما يتسبب بدخول السيارات إليها وإفسادها. وأرى أن تضع الهيئة بالتعاون مع وزارة الداخلية سيارات أمنية خاصة لحماية وصيانة كل مجموعة متقاربة من تلك الفياض على أن تكون تحت مسؤولية ومراقبة أقرب رئيس مركز أو قرية. ولعل الهيئة يمكنها الاستفادة من «سعد الشبانات» مؤلف كتاب الصمان المميز، والذي كتب مقدمته الباحث والأديب الشهير حمد الجاسر، رحمه الله، وهو كتاب شامل حصر كل مناطق الصمان بكل ما فيه من فياض ورياض وغيرها بأسلوب مميز وراق جدا. هذا المقترح البسيط سيكفل لنا بحول الله وقوته مناطق ربيعية جميلة يصل لها كل الراغبين بالتنزه خلال موسم طويل قد يمتد لما يزيد على ثلاثة إلى خمسة أشهر في العام يبدأ تقريبا من بداية ديسمبر وينتهي بنهاية إبريل.