خانت الجرأة الفنية نجم الأغنية العراقية كاظم الساهر الذي كان بصدد إطلاق نشيد من ألحانه ومن كلمات الشاعر أسعد الغريري بعنوان «سلاما عليك» وآثر أن يتم تحويله إلى مجموعة إنشادية بدلا من أن يكون بصوته على الرغم من أنه كان في أشد الحماس له، خاصة أن هناك عددا من الأصوات العربية التي طرقت هذا الجانب الفني الذي لم يكن موجودا في الوسط إلى أعوام قريبة. التجارب السابقة أغرت كاظم على إطلاق العنان لقدراته الصوتية إلا أنه لم يكن شجاعا بإكمال التجربة وخشي ألا تروق لجمهوره العريض فآثر أن تؤديه مجموعة إنشادية نيابة عنه، وكان من المقرر أن يتم استخدام الأنشودة كمقدمة لفيلم وثائقي ستقدمه إحدى القنوات الفضائية ويتناول حياة الشاعر العراقي الشهير محمد الجواهري يحمل اسم «كبرياء العراق»، ومن المؤمل البدء في عرض أجزائها قبل نهاية نوفمبر المقبل. وحمل بعض المتابعين الساهر مسؤولية ضياع فرصة كان سيؤكد من خلالها لبعض المشككين مدى ولائه وتفاعله مع كافة القضايا التي تخص بلده بعد الحملة الشرسة التي كان قد تعرض لها في الفترة الماضية. البعض فسر انسحاب الساهر بأنه جاء خوفا من أن يعرضه ذلك لمزيد من الانتقادات والتهكم من قبل بعض المنتمين للوسط الفني خاصة أنه تعرض في الأعوام الأخيرة لهجوم غير مسبوق من قبل أكثر من فنان على رأسهم جورج وسوف وفنان العرب وتعامل معها جميعا بالصمت الغريب، ولو عدنا بالذاكرة إلى رأي الفنان محمد عبده في الحلقة الشهيرة من برنامج العرّاب عندما سأله المذيع عن رأيه في كاظم الساهر فأثنى عليه في بداية الأمر ولم يلبث أن استدرك: «عيب كاظم إن صوته عادي»، وهذه الإجابة فجرت عددا من التساؤلات حينها حول ثقافة الفنان الموسيقية التي تفوق قدراته الصوتية بمراحل ومدى قدرته على الأداء الارتجالي أو تحريك حباله الصوتية في «الأناشيد» التي تصدرها مجموعة من الفنانين المصريين مثل محمد منير وعمرو دياب ولحقهم مجموعة من الخليجيين على رأسهم فنان العرب وحسين الجسمي. نذكر أن الدراما الوثائقية «كبرياء العراق» تتضمن سبعة أجزاء وهي حاليا في مرحلة المونتاج النهائي، وتمثل بحسب القائمين عليها ملحمة وطنية جديدة من نوعها تمزج بين الحقائق التاريخية والشهادات الحية والمشاهد الدرامية التي جسدها عدد كبير من الفنانين العراقيين والعرب وتم تصويرها في العراق ولبنان وسورية وتشيكيا.