حذرت طبيبة سعودية من تزايد مطرد في أعداد المدخنات السعوديات، إلى جانب خروجهن من نطاق التدخين الخفي إلى التدخين العلني، لافتة إلى أن الأمر أصبح يثير الخوف، حيث باتت السجائر تقدم في بعض الزواجات شكلا من أشكال الضيافة في بعض مدن المنطقة الشرقية. وأرجعت طبيبة الباطنة في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتورة عائشة العصيل في حديث ل«شمس» هذا الإقبال النسائي على التدخين إلى الضغوطات النفسية، مشيرة إلى أن المدخنات يعرضن أنفسهن لعدة أخطار منها تساقط الشعر وبحة الصوت وتغيير في لون الشفاة والسعال المستمر، إلى جانب تزايد أعداد مريضات الدرن والسرطان الرئوي، خصوصا بين السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40-50 عاما.وقالت العصيل «نسبة تدخين السيدات في المنطقة الشرقية تصل إلي 45 % تليها الغربية بنسبة 27 % ثم الشمالية بنسبة 14 % » مرجعة احتلال الشرقية المرتبة الأولى إلى انتشار القدو «الشيشة» بشكل كبير. وذكرت أن «القدو» معروف منذ القديم في منطقة الأحساء وكانت النسوة يدخنه. «أما الآن فقد أصبح الأمر أكثر استفحالا». وتتنوع الحيل والتدابير الاحترازية التي تتفنن فيها الفتاة كي لايفضح سر تدخينها، فحنان « 17 عاما » تخرج من مدرستها الثانوية إلى مركز التموين المجاور للمدرسة لتشتري علبة الدخان قبل أن يأتيها السائق لتذهب بها إلى المنزل وتمارس التدخين بين جدران غرفتها، ثم تمطر نفسها بوابل من زخات العطر إلى جانب معطر طبي للفم كي لا يساور الشك أهلها. ومن واقع خبرتها، تقول آمال حسن «24 عاما موظفة قطاع خاص» إنها أقدمت على التدخين من باب التجربة، مشيرة إلى أن أي قرار لمنعها عنه يعد انتهاكا لخصوصيتها, على الرغم من أنها لم تصل إلى التعود. وكشف المشرف العام على «الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين» بالمنطقة الشرقية صالح العباد ل«شمس» أن شح الموارد المادية أعاق إنشاء عيادة نسائية بالمنطقة، لافتا إلى أن تحقيق رؤية الجمعية لا تتأتى إلا بحزمة من المشاريع والبرامج الطموحة والجادة، بيد أن قلة الموارد تقف حجرة عثرة أمام ذلك .