لم يعد الإسراف في استهلاك الوقود خيارا شخصيا بعد أن أثبتت الأبحاث العلمية الضرر الذي تحدثه الغازات المنبعثة من عوادم السيارات على البيئة المحيطة التي يعيش فيها الفرد. وحتى لو لم تكن مهتما بالبيئة، فلا بد أنك مهتم بالمال الذي يتساقط من جيبك كلما أغدقت على السيارة من الوقود الذي يكلف اقتصادات الدول أعباء كثيرة كي يصل إلى محطات التعبئة آمنا مطمئنا. وربما تدهشك الإجراءات التي ينصح بها الخبراء لتوفير استهلاك الوقود في السيارات الخاصة، فبعضها لا يبدو- من الناحية الظاهرية- متعلقا مباشرة بسرعة نفاد البنزين، فهل تتوقع مثلا أن إشعال شمعة معطلة هو استنزاف بطيء للوقود؟! نعم، فالصيانة الدورية للمركبة تحافظ على استهلاك متوازن لخزان الوقود، وكذلك التأكد من نظافة منقي الهواء وفلتر الوقود. وبلغة الأرقام، يشير الخبراء إلى أن تركيب حساس أكسوجين جديد قد يوفر 15 % من الاستهلاك، وهم كذلك ينصحون بإجراء ضبط سليم للمحرك «تقديم وتأخير الشرارة، ضبط خلوص الصمامات، المغذي» لزيادة كفاءته وتقليل حاجته لوقود فائض. وربما لا يسع المرء أن يصدق أن ضغط هواء الإطارات وفق القيمة الرقمية المنصوص عليها، قد يلعب دورا في ترشيد الاستهلاك إلى ما يقارب 10 % من المعدل الطبيعي، وكذلك استخدام إطارات عريضة يؤدي إلى زيادة مقاومة التدحرج وزيادة استهلاك الوقود. ولا يدري أولئك الذين اعتادوا أن يستخدموا السيارة كمستودع للأشياء القديمة أنهم يدفعون الثمن من علبة البنزين! فالدراسات تؤكد أن الوزن الإضافي الذي تتكبده السيارة يستنزف من وقود المركبة، فكل 100 كجم تلقيها خارج السيارة توفر ما معدله 0.5 كم/لتر. وقد لا ننتبه إلى أن استخدام شبكة تحميل فوق السيارة هو وزن إضافي يزيد من مقاومة الهواء عند السرعات العالية فيضاعف استهلاك الوقود. ولا شك أن القيادة الحكيمة تؤدي إلى التوفير أيضا، فهي توفر 20 % تقريبا بالمقارنة مع القيادة الرعناء ومنها استخدام الفرملة بشكل مفاجئ وسريع. كما أن السرعة الزائدة تؤدي إلي زيادة استهلاك الوقود، فإن قيادة السيارة بسرعة 90 كم/ ساعة توفر 15 % عن قيادة السيارة بسرعة 105 كم/ ساعة. وقد لا تبدو الرياح العاتية ذات أثر في استهلاك الوقود لولا أن الدراسات تشير إلى أن السير عكس اتجاه ريح سرعتها 30 كم/ ساعة يزيد من الاستهلاك بمقدار 6 %. وكذلك الحال بالنسبة للطرق الجبلية، فعندما تسلك السيارة طرقا ذات ميل بمقدار 70 % فإنها تستهلك أكثر مما تفعل حين تكون على طرق مستوية .