لم يكتمل الأسبوع الأول على بداية السنة الدراسية، والعودة إلى المدارس، إلا وتفجرت مجددا شكوى الطلاب من ضيق الفصول الدراسية، والتكدس داخلها، فيما فجر المعلمون إشكالية كل سنة والمتمثلة في نصاب الحصص المضاعف، بسبب قلة العدد. ومع أن إدارات التعليم تشدد على وفرة المعلمين، تعترف بعض الجهات الأخرى أن هناك ما يمكن تسميته إشكالية في التوزيع، الأمر الذي يبرز إشكالية نقص في المعلمين. جدة. يرى معلم مرحلة ابتدائية سويد السلامي أن نصابه من الحصص الذي لا يقل عن 24 حصة أسبوعيا، منذ 15 عاما «فيه مشقة كبيرة على المعلم، خاصة أن المعلم يمارس مهام أخرى غير التدريس، مثل الإشراف على الطلاب في الفسح والانصراف، وكذلك ريادة المعلم للفصول، كلها عوامل تؤدي إلى قلة إنتاجية المعلم في أداء واجبه، وأليس من الظلم أن نعطي معلما خبرته أكثر من 25 عاما النصاب الكامل، وهو 24 حصة، ليتساوى في النصاب نفسه مع معلم أقل منه خبرة بكثير»، متمنيا نظرة من قبل الوزارة، لإعادة توزيع نصاب الحصص، وعدم مساواة الأقدم خبرة بمن هم أقل منهم. الطقس السبب ويعيب معلم الصفوف الأولية صالح الشهري، حرارة الطقس في المملكة، وأنها لا تساعد المعلم في تحمل عبء الحصص الكثيرة «في بداية كل سنة نصطدم بنصاب 24 حصة، وهذا كثير جدا على المعلمين، ولا سيما أن أكثر المدارس تعاني تكدس الطلاب في فصولها، وهذه مشكلة مزمنة أيضا، ولو قلص عدد الحصص فسيكون هناك أداء أفضل للمعلمين، كما أن المعلم الذي يستمر طوال فترة خدمته على 24 حصة، فحتما سيصاب بالإحباط، ولكن عندما تكون هناك حوافز معنوية، سيكون هناك تجديد للأداء». وحدد الحوافز المطلوبة، مثل «تخفيض نصاب المعلم كل أربعة أعوام مثلا، ولا نترك البداية مثل النهاية، فالنفس تمل العمل الروتيني، فما بالنا بخدمة 40 عاما؟ والمعلم يعمل بالنصاب نفسه 24 حصة، ولا تقدير لخدمتك وكبر سنك». التربية الخاصة ويعتقد منصور الزهراني اختصاصي نفسي ومعلم تدريبات سلوكية أن «معاناة معلمي التربية الخاصة أكثر بكثير من معاناة معلمي التعليم العام، إذ نعاني تكدس الفصول الدراسية، ويفترض أن الفصل لا يتجاوز أكثر من ستة طلاب، ولكن فصولنا تجد فيها 12 إلى 14 طالبا، وهذا يسبب عبئا كبيرا جدا على المعلم، فطلابنا يعانون إعاقات كثيرة، وبعض الطلاب يحتاج إلى حصة كاملة لتوصيل المعلومة إليه، فهؤلاء الطلاب يحتاجون إلى معاملة خاصة لخصوصية الإعاقة التي لديهم، فبعضهم يعاني صرعا متكررا، وبعضهم الآخر يعاني التبول اللاإرادي، وغيرها من المشكلات التي من المستحيل حلها مع العدد الزائد للطلاب غير المسموح به، ومع كثرة عدد الحصص». ويشير الزهراني إلى أن نصاب معلم التربية الخاصة كثير جدا، وهو 20 حصة «ينبغي أن يخفض إلى 14 حصة لنضمن الأداء المميز والفعال، كما أن المناهج الدراسية لا تتواكب مع الإعاقة الفكرية، وهي أكبر من عقلياتهم بكثير، وطرح الموضوعات لا يتناسب مع الصور فأغلب هؤلاء الطلاب يعاني ضعف نظر، ولا يكاد يرى الصور، فيما نشكو من عدم توافر الوسائل التعليمية المناسبة لمثل هذه الحالات التي تحتاج إلى وسائل خاصة لتوصيل المعلومة بشكل أفضل». وتطرق الزهراني إلى احتياج هؤلاء الطلاب إلى مناهج سلوكية، فالتكيف عند هؤلاء الطلاب صعب جدا ولا بد من وجود مناهج سلوكية لضمان احتفاظ الطالب بالخبرات السلوكية، التي لا تكفي الإشارة إليها فقط في بعض المقررات، بل تحتاج إلى التخصيص لأهميتها للمعلم والطالب .