يطلق رائد علم التسويق وأحد أفضل عشرة مفكرين في الإدارة والتسويق في العالم البروفيسور فيليب كوتلر، للمرة الأولى نظريته الجديدة بعنوان «التسويق من خلال القيم والأخلاق» في مدينة جدة، وذلك في أول ندوة علمية عالمية تنظمها كلية دار الحكمة للبنات بجدة عن التسويق الاستراتيجي برعاية وزير التجارة والصناعه عبدالله زينل رضا في الثاني من ذي القعدة المقبل. وتأتي الندوة التي يحضرها أكثر من ألف خبير ومهتم ومتخصص في مجالات التسويق والإدارة في إطار توفير التعليم والتدريب بمعايير عالمية لصناع القرار والقطاع المهني، بما يضمن استثمار القطاعات الوطنية للحد الأقصى من قدراتها وإمكاناتها. ويقوم البروفيسور فيليب كوتلر بتوقيع أول اتفاقية مع كلية دار الحكمة للبنات ليكون شريكا استراتيجيا وحيدا لها لتكون أول كلية سعودية على مستوى منطقة الشرق الأوسط توقع هذه الاتفاقية. وقالت عميدة كلية دار الحكمة للبنات بجدة الدكتورة سهير حسن القرشي إن البروفيسور فيليب كوتلر سيعلن افتتاح مركز الحكمة كوتلر للأبحاث التسويقية وتنمية القدرات الذي يهدف الى تقديم الدعم للسوقين المحلية والعالمية من خلال البرامج البحثية والتدريبية. وأضافت أن «الكلية تعتز بتوقيع مثل هذه الاتفاقيات مع رواد العالم، حيث يعد البروفيسور كوتلر أول من وضع نظريات ثورية في علم التسويق الاجتماعي»، وكانت الكلية «قد وقعت اتفاقيات أكاديمية غير مسبوقة على مستوى المملكة مع جامعات كاليفورنيا بركلي وكولومبيا وتفتس وجامعة كولورادو دنفر وجامعة الفنون بلندن». استراتيجيات التسويق وأشارت الدكتورة القرشي إلى أن البروفيسور كوتلر سيتحدث خلال الندوة عن المرحلة المقبلة في «استراتيجيات التسويق 2011»، مشيرة إلى أن الندوة ستكون فرصة ممتازة تتيح لخبراء التسويق في المنطقة إدراك أبعاد التحديات التي تواجه العالم في أعقاب الأزمة الاقتصادية العالمية، ومناقشتها وفق منهج استراتيجي. وأضافت «أن الندوة تتيح فرصة مثالية لخبراء ومحترفي التسويق في المملكة تمكنهم من لقاء البروفيسور كوتلر والتواصل معه والتعرف منه على أفضل السبل لإدارة استراتيجيات التسويق الخاصة بشركاتهم، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم»، كما تتيح الندوة لمختصي التسويق فرصة النقاش المباشر مع البروفيسور كوتلر وتوجيه الأسئلة إليه حول نظريته الجديدة في مجال التسويق. وشددت عميدة الكلية على أن العالم بأسره استفاد من خبرات البروفيسور كوتلر من خلال نظرياته وبحوثه ومقالاته والاستشارات التي قدمها على مستوى الدول والشركات في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، ولذلك فإن الندوة تعد مهمة جدا لمالكي الشركات والأعمال، وكبار المسؤولين التنفيذيين، ومديري التسويق، ومختصي التسويق الطموحين. قوة السوق السعودية من جهته أوضح البروفيسور كوتلر الأسباب التي دفعته إلى صياغة نظريته الجديدة «التسويق 3» واختياره المملكة لتقديم هذه النظرية وكلية دار الحكمة التي يعتبرها من أميز مؤسسات التعليم العالي بالمملكة «لقد خلفت الأزمة العالمية التي شهدناها خلال عامي 2008 و2009 حالة من عدم الاستقرار سادت العالم بأسره، وذلك نظرا للسرعة الكبيرة لتداعياتها التي لم ينج أحد منها، ولم تكن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنأى عن ذلك، حيث تعرضت لتأثيرات مماثلة لتلك التي شهدتها أوروبا وأمريكا». وشدد على أن المملكة تعد قوة اقتصادية كبرى في المنطقة واستطاعت إلى حد كبير مواجهة الأزمة العالمية والتقليل من آثارها السالبة «الشركات في المنطقة تتطلع الآن إلى اعتماد استراتيجيات وآليات جديدة لمساعدتها في التعافي من الأزمة من خلال توضيح ومناقشة وتعلم آليات تسويق جديدة، وذلك من خلال التعرف على أفكار وأبحاث خبراء القطاع الذين يمتلكون خبرة غنية تمتد لعقود». يذكر أن كوتلر هو أستاذ التسويق العالمي البارز في معهد «جيه إل كيلوج» للإدارة بجامعة «نورث وسترن» بأمريكا. وإلى جانب التدريس والتأليف، يعمل كوتلر خبير تسويق واستشاريا لدى نخبة من أهم وأكبر الشركات الأمريكية. ومن أبرز مؤلفاته «إدارة التسويق: التطبيق والتخطيط والتنفيذ والتحكم»، الذي نُشر للمرة الأولى في عام 1967، وأعيد إصداره مرارا وهو الآن في نسخته ال 13. ولا يزال هذا الكتاب المنهج الرئيسي لتدريس مساقات التسويق في مختلف برامج ماجستير إدارة الأعمال. كما ألّف البروفيسور كوتلر ما يزيد على 40 من الكتب التي لقيت نجاحا كبيرا، إضافة إلى ما يزيد على 100 مقال نشرت في أبرز المجلات العلمية العالمية.