كثير من الأعمال الدرامية ننغمس في تفاصيلها ونشعر في بعض الأحيان بأننا جزء من تفاصيلها تمضي اللحظات فننجذب أكثر لها..نتعاطف مع أبطالها وننفعل سلبا وإيجابا بحواسنا معهم.. في ساعات نضحك ب «هيستيريا» وفي أحيان نخبئ دمعة كبيرة في عيوننا ما تلبث أن تنزل عندما ترتفع وتيرة الحبكة.. سؤال اليوم.. هل تتذكرون مشهدا لمسلسل أو فيلم لا يزال عالقا في ذاكرتكم.. تحدثوا عنه وعن الشعور الذي انتابكم حينها بكل شفافية؟! كعادتنا بمجرد طرح السؤال انهمرت علينا حكايات الأعضاء والعضوات، وكانت البداية مع العضوة العنود العنزي التي لا يزال يسكن ذاكرتها مسلسل «دمعة عمر» الذي عرض على القناة الأولى لأن أحداثه تتطرق إلى ظلم ذوي القربى الذي وصفه الشاعر بأنه أشد وقعا على المرء من الحسام المهند: «مسلسل «دمعة عمر» من بطولة تركي اليوسف، وزينب العسكري وطيف ما زال عالقا في مخليتي، كلما تذكرت أحداثه تخنقني العبرة على الرغم من كل هذه السنين التي مضت منذ عرضه، لأنه عن ظلم الأم أعظم ما في الوجود، رحمك الله يا أغلى البشر». عادل حكمي عندما يستحضر من ذاكرته المشاهد المؤثرة فإنه يتوقف كثيرا عند مشهد «القصاص» في حلقة من مسلسل «طاش ما طاش»: «الموقف كان مؤثرا ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أبكي كان منظر «عبدالله السدحان» وهو يسأل العسكري: «خلاص بتنفذون الحكم اليوم» مثيرا لانفعالي واستنهض كل مشاعر الحزن في داخلي». وبين الحكمي بأنه عندما التف العسكر في المشهد ذاته وبدأ أحدهم يقرأ البيان استعدادا لتنفيذ الحكم كان يتمتم ب«لا..لا»: «تعاطفت مع الشخصية لحد الإجهاش بالبكاء.. أتساءل لماذا لا يقدمون حلقات أخرى بهذه المصداقية؟!» العضو فيصل الحارثي ذكر أن الفنان محمد حمزة هو صاحب المواقف المؤثرة في الدراما المحلية من خلال التراجيديا التي يقدمها في مشاهده: «في مسلسل «ليلة هروب» للفنان محمد حمزة عندما عمل في قهوة «انتصار» بعد أن كان أستاذا جامعيا.. هنا تعاطفت مع الشخصية لحد كبير كنت أشعر بأنه من الظلم أن يلاقي الإنسان البريء كل هذه المعاناة أتذكر حتى طريقة نومه في القهوة.. لقد كان مثيرا لتعاطف وشفقة المشاهدين». من جهة أخرى أوضح أبوطالب المحنشي أن المسلسل الذي لا يزال عالقا في ذاكرته كان «جرح الزمن» للكاتبة فجر السعيد الذي أخرجه عامر الحمود وأدت بطولته الفنانة حياة الفهد، وبين المحنشي بأن من المشاهد المؤثرة التي حواها المسلسل كان مشهدا للفتى «مبارك» الذي كان أخرس وينتظر «شيماء» ولما وصلت أهدى لها زهرة فأخذتها، ثم خطت عدة خطوات ونظرت إلى الزهرة ثم رمتها على الأرض فالتقط مبارك الزهرة وهو محطم القلب: «بصراحة موقف محزن جدا لن أنساه أبدا شعرت حينها بالغضب، وفي نفس الشيء بالأسى والعجز لحال «مبارك» الذي ظلم كثيرا». ويبدو أن الدراما في الأعوام الثلاثة الأخيرة ليست مقنعة لحد كبير والدليل أن إجابات المشاركين كلها اعتمدت على دراما من الماضي ولم تكسر القاعدة سوى عضوة أطلقت على نفسها «الواعدة» رأت أن مسلسل «ليلة عيد» للفنانة حياة الفهد الذي انتهى عرضه بنهاية الشهر الفضيل احتوى على عدد من القصص والمشاهد المؤثرة: «تأثرت لحال «لولوة» التي قسا عليها زمانها وأصبح الكل يكرهها وما زالت تحب إخوانها، وعلى الرغم من ذلك إلا أن أخاها لا يزال يبيع ويشتري فيها وهذا للأسف صاير بزمننا». واتفقت مع مشاعر «الواعدة» العضوة «سحر زين» التي تأثرت بالوضع الاجتماعي وحالة الحرمان التي تعيشها الأخت العانس أو المطلقة والنظرة السلبية التي تنبع من داخل عائلتها: «كثير من المشاهد كانت معبرة وتسرق الدمعة من عيوننا، وتجعلنا نتعاطف معها بكل حواسنا». هدى ترى أن الدراما الخليجية قدمت عددا من الأعمال الخالدة التي لا تُنسى على حد وصفها مثل «سبيكة ورقية» و«خالتي قماشة»: «هذان العملان قدما دراما اجتماعية مغلفة بروح السخرية، ومن الصعب أن نختزل جمال الدراما في مشهد أو اثنين». وبعيدا عن الدراما العربية حلق بنا علي الحسن الذي ذكر أنه لا يزال يحتفظ بقصة فيلم «عطر امرأة» من بطولة «الباتشينو» الذي جسد من خلاله دور ضابط كفيف يرافق شابا جامعيا في إجازته الصيفية ويعيش تناقضات كبيرة في الفيلم من خلال الفارق السني بينه وبين الشاب والتناقض «مبصر وغير مبصر»: «يحتوي الفيلم على الكثير من اللقطات المؤثرة التي تجعلك أقرب لعالم غير المبصرين في هذه الحياة، الفيلم هو الوحيد الذي أخذ فيه «الباتشينو جائزة الأوسكار لأفضل ممثل»