اتهمت عدد من ربات البيوت أزواجهن بإغراقهن في دوامة إعداد الولائم الرمضانية لضيوفهم في رمضان خصوصا في العشر الأواخر، دون أن يتركوا لهن الفرصة للاهتمام ببرامجهن الخاصة والانتظام في أداء العبادات خصوصا صلاة التراويح والتهجد وقراءة القرآن وزيارة الأهل والأقارب، غير الإرهاق الشديد الذي يصيبهن من جراء الساعات الطويلة التي يقضينها في مطابخهن وهن صائمات وفي ترتيب البيت آخر اليوم. وذكرن في حديثهن ل«شمس» أن بعض الأزواج يعدون قوائم طويلة بالمدعوين ويقسمونها على أيام الشهر، فاليوم مديره وزملاؤه في العمل وغدا أصدقاء الطفولة وبعد غد جيرانه وفي المساء سحور الأهل والإخوان، فيما يكتفون فقط بشراء احتياجات الدعوة وترك الباقي إلى الزوجات. استغلال الإجازة وأبدت سمية ب «معلمة وأم لثلاثة أطفال» تذمرها من العزائم المتكررة لزوجها خلال رمضان :«خلال 19 يوما من رمضان أعددت تسع ولائم رمضانية لضيوف زوجي، أي بمعدل وليمة كل يومين تقريبا، ما تسبب في انشغالي عن كثير من الأمور الخاصة بي معتقدا أن تمتعي بإجازة سنوية يمكنني من العمل طوال اليوم متناسيا أنني إنسان لديها العديد من الارتباطات والحقوق الأخرى». وأضافت أنها ومنذ بداية الشهر لم تستطع أن تقرأ سوى عشرة أجزاء من القرآن إضافة إلى تقصيرها في زيارة أقاربها بسبب تلك الدعوات التي تأخذ من وقتها وجهدها الكثير:«عندما تنامين بعد صلاة الفجر وتمكثين وأنت صائمة في المطبخ قرابة خمس ساعات فأي وقت سيتبقى لربة المنزل لقضاء أمورها الخاصة؟». الفنادق الحل الأمثل أما سارة الحميد «موظفة ولديها أربعة أطفال» فرأت أن بعض الأزواج يتصفون بالكرم الحاتمي ويحرصون على دعوة الكثيرين إلى تناول الطعام في منازلهم لكنهم لا يراعون أن تلك الدعوات تتطلب جهدا خرافيا من الزوجات :« همهم الأكبر هو شكل السفرة وماذا ستضم من أطعمة. والغريب أنهم لو أعجبتهم فإن الزوجات لا يسمعن منهم أي كلمة شكر أما إذا كانت هناك ملاحظات سالبة عليها فسيسمعن ما لا يسرهن». وذكرت أنهن يحاولن أن يستفدن من العشر الأواخر في اللحاق بما فاتهن من عبادات من بداية رمضان وتدبير حاجات بيوتهن استعدادا للعيد لكنهن يفاجئن بزيادة الولائم وزيادة الضغط عليهن. واقترحت أن يقيم الأزواج دعواتهم في الفنادق التي تعد وجبات الإفطار على شكل بوفيه مفتوح كنوع من التغيير وإراحة زوجاتهم من عناء إعداد الطعام. تقليعات جديدة أما سعيد الغامدي فرأى أن تذمر الزوجات من ولائمهم «موضة جديدة» غير مقبولة:« منذ متى كانت هذه الولائم تشغل ربات البيوت عن الطاعات؟ فلو صدقن كما يقلن، فأين هن من الساعات الطويلة التي يقضينها أمام شاشات التلفاز لمتابعة المسلسلات والحديث عبر الهاتف مع الصديقات في أمور غير ذات جدوى وقد لا تخلو من نميمة؟». وأشار إلى أن إقامة الولائم للأصدقاء في الفنادق أمر لا يقبله بعض الأزواج وقد يدخلهم في حرج مع ضيوفه. لكن أشار إلى أنه لا مانع أن يترتب الأزواج دعواتهم بشكل يتيح لزوجاتهم التمتع بالراحة وقضاء شؤونها الخاصة. الزوجات مأجورات من جانب آخر رأى إمام مسجد بلال بن رباح بتبوك بدر الشمري أنه لا يوجد أي تعارض بين متطلبات الزوجة في العشر الأواخر وكذلك حقوق زوجها :«يجب أن تعلم الزوجة بأن طاعة الزوج واجبة ما لم تكن في معصية الله، مشيرا إلى أن الزوجات مأجورات بإذن الله على مجهودهن الذي يبذلنه. لكنه أيضا دعا الأزواج إلى الرأفة بزوجاتهم وأن ينسقوا معهن في أمر تلك الدعوات بما يرضي الطرفين».