عائشة، الفتاة الأفغانية ذات الثمانية عشر ربيعا التي اغتالتها طالبان حية بقطعها لأنفها وأذنيها بحكم وحشي جائر، هي فتاة مثل آلاف الفتيات اللاتي يرضخن تحت تلك الحكومة اللاإنسانية.. لكن هل نشر مجلة التايم الأمريكية لصور الفتاة ولمعاناتها كان لهدفٍ إنساني بحت أم أن المجلة أرادت بنشرها لتلك الصور تأجيج مشاعر الأمريكان تجاه الحكومة الطالبانية وتعزيز رغبة الشعب في تواجد القوات الأمريكية في أفغانستان لأعوام طويلة قادمة؟! الإعلام الأمريكي هو أحد القوى المؤثرة والعظمى بلا أدنى شك، ليس على الشعب الأمريكي فحسب بل على العالم أجمع. لكن هل كل ما ينقل من خلال الميديا الأمريكية انعكاس حقيقي للواقع؟ أم هي مجرد سيناريوهات دقيقة تستثار من خلالها مشاعر العالم بما يخدم مصالح أمريكا ومخططاتها؟! نحن لسنا ضد الحقيقة، لكننا ضد أن تستغل معاناة الضعفاء والمقهورين لخدمة مصالح الجبابرة أو الأقوياء. المؤلم في الأمر، أن المرأة دائما ما تستغل في التأثير على الآخرين بكافة الطرق المشروعة واللامشروعة، الأخلاقية واللاأخلاقية.. فكم من قصة قلبت موازين العالم كانت تدور عن امرأة ما في رقعة ما، هربت من بلادها لسبب من الأسباب التي تخدم بعض المصالح السياسية لبعض الدول!. نحن ضد قمع الحريات، وضد الوحشية والعنصرية الجنسية وغيرها، ونحن كذلك ضد استغلال المرأة أيا كان نوع هذا الاستغلال. فعائشة التي شوهت طالبان حياتها قبل أن تشوه وجهها، ليست إلا فتاة مقهورة كانت ضحية حرب، وأصبحت ضحية حرية استغلالية!. رفقا بها أيها العالم الموحش.