خفة الدم صفة لا يمكن تصنعها، وبالتالي من المستحيل تقبل المشاهدين لها، كونها تأتي تلقائية عفوية في تركيبة أي شخص، ومن هذا المنطلق تليق بمن هي موجودة فيه ويحبها الآخرون بشكل سريع.. إلا أن الفنان تركي اليوسف ذلكم الشخص الهادئ الرومانسي أصبح بين عشية وضحاها ممثلا كوميديا، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل في مسلسل سيت كوم ياللعجب إلى هذه الدرجة أصبح الاستخفاف بعقول المشاهدين من قبل المنتجين.. ولو عدنا بذاكرتنا إلى الوراء قليلا وأحصينا أعمال الفنان تركي اليوسف لوجدناها تراجيدية كلها، وقد يكون العالق في الذهن مسلسل «دمعة عمر» إلى جانب الفنانة زينب العسكري، وشتان بين ذلك العمل الضخم الرائع وبين ما يقدمه اليوسف في «فينك».. عمل ينقصه أشياء كثيرة أولها الممثلون المناسبون لمثل هذه الأعمال التي تحتاج إلى خفة في الحركة والكوميديا وكذلك تناغم المشاركين بعضهم مع بعض، وما شاهدناه بأعيننا هو استخفاف دم غير محبذ وتصنع الكوميديا في كل طاقم العمل، ولا سيما الفنان تركي اليوسف الذي عرف في براعته وإجادته المتقنة للأدوار التراجيدية والرومانسية المليئة بالشجن، وعلى الفنان تركي اليوسف أن يقتنع تماما بأنه بريء من الكوميديا، حتى يعود بعد ذلك الإنسان الهادئ العاطفي، ولكن يبدو أنه يعيش في أبراج عاجية خصوصا بعد مشاركته في برنامج «الوادي» الذي كسب بعده خسارة محبيه ومعجبيه.