أوضح أستاذ الشريعة بجامعة أم القرى الدكتور محمد السهلي أن صلاة التراويح سنة في حق الرجال والنساء مستدلا بحديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله «صلى الله عليه وسلم» خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فصلي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عَجَزَ المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف علي مكانكم، ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها وأشار السهلي إلى أن أبواب الخير وسبل الطاعات في شهر رمضان كثيرة ومتعددة وما يشرع في هذا الشهر الكريم قيام رمضان أو ما يسمى بصلاة التراويح، وهي الصلاة التي تصلى جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين. ولفت إلى أنه لا بأس أن تؤدى في البيت أو المسجد جماعة، مضيفا أنه لم يثبت تحديد لعدد ركعاتها عن النبي «صلى الله عليه وسلم» إلا أنه ثبت من فعله عليه الصلاة والسلام أنه صلاها إحدى عشرة ركعة كما بينت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن كيفية صلاة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» في رمضان، فقالت: «ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا» ولكن هذا الفعل منه «صلى الله عليه وسلم» لا يدل على وجوب هذا العدد، فتجوز الزيادة عليه، وإن كان المحافظة على العدد الذي جاءت به السنة مع التأني والتطويل الذي لا يشق على الناس أفضل وأكمل كما أنه ثبت عن بعض السلف أنهم كانوا يزيدون على هذا العدد، ما يدل على أن الأمر في ذلك واسع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: « له أن يصلي عشرين ركعة».