وصفت سيدة، 43 عاما، مشكلتها الصحية مع متاعب الحمل «أنا في حملي الرابع، وأعاني في كل حمل من ارتفاع ضغط دمي الشرياني «تسمم الحمل»، وقد راجعت الأطباء كثيرا ووصفوا لي أدوية فقط للسيطرة على هذا الارتفاع بالضغط منها؛ ما سبب الصداع والدوخة والنعاس والإعياء العام؛ فما العلاج المناسب والجديد لحالتي»؟ تلك الحالة تشخصها استشارية النساء والولادة والعقم الدكتورة ثريا يونس: «بشكل عام يشكل ضغط الدم خلال فترة الحمل خطورة على حياة الجنين والأم، علما بأنه إذا تم التحكم في هذا الضغط، يستمر العلاج الوقائي إلى أن يكتمل نمو الجنين، أما إذا ساءت الحالة فيلجأ الطبيب إلى إنهاء الحمل عند ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل، وهذا التسمم تزداد نسبته عند البكريات المتأخرات في الزواج، أي بعد سن 35 عاما أو البكريات صغيرات العمر أي قبل ال 18 عاما، وهنا غالبا ما يلجأ الطبيب للجراحة «العمليات القيصرية» لإنقاذ الأم وطفلها، فتسمم الحمل يعد ثاني أهم الأسباب المهمة لوفاة الأمهات بعد النزيف؛ ولذا يجدر بالحامل المصابة بهذه الحالة المتابعة المستمرة مع الطبيب، لتجنب حدوث مضاعفات، قد تضر بحياتها أو بحياة جنينها، وتصيب هذه الحالة 5 % من الحوامل، وتتميز بارتفاع ضغط الدم مع وجود زلال في البول واحتباس للسوائل وخاصة بالقدمين، وغالبا ما تأتي الإصابة بعد الأسبوع ال 20 من الحمل، باستثناء بعض الحالات المتمثلة في الحمل العنقودي أو الحمل المتكرر، وتحدث الإصابة من خلال الانقباض في الأوعية الدموية، واحتباس السوائل خارجها، تجلط الدم أو النزيف، تحلل وتفسخ، موت أجزاء من الأنسجة، فشل متعدد للأعضاء بالمقابل». وتشير الدكتورة ثريا إلى أن «المضاعفات الشديدة المتوقعة هي: حدوث تسمم الحمل ونزيف في الدماغ أو انفصال في الشبكية أو قصور في القلب أو في وظائفه أو التهاب في الشعب الهوائية أو فشل في الكلى، وهناك احتمالية لحدوث نزيف بالرحم وموت المشيمة؛ ما قد يؤدي إلى تأخر نمو الجنين أو وفاته، علما بأن المرأة الحامل المصابة بضغط الدم المرتفع غالبا ما تلد مبكرا، وغالبا لا تلاحظ الحامل أعراضا واضحة للإصابة في مراحلها الأولى، إذ تشعر بصداع في منطقة الجبهة أو الجبين، ونادرا في مؤخرة الرأس، وأيضا بتشويش في الرؤية أو انعدام الرؤية، شعور بالغثيان ورغبة ملحة بالتقيؤ، ألم برأس المعدة وخاصة تحت الحجاب الحاجز، وغالبا ما تلاحظ قلة بالتبول وقد تفاجأ بنزيف مهبلي، أما العارض الشائع الذي تجد المرأة فيه توجيها وملاحظة ممن حولها هو انتفاخ واحتباس السوائل في الأطراف والقدمين أو بالوجه أحيانا». وبالنسبة للعلاج الوقائي توضح الدكتورة ثريا: «يتم خلال فترة الحمل وذلك قبل الأسبوع ال 37 من الحمل بهدف الاطمئنان على نمو الطفل وتصحيح ضغط الدم، كما قد يلزم الطبيب الأم بالإقامة في المستشفى إذا تجاوز عمر حملها 36 أسبوعا، وخلال المتابعة يقوم الطبيب بقياس ضغط الدم كل ثماني ساعات، كما يتم الكشف عن وجود الأعراض التي ذكرت وإجراء التحاليل المناسبة وذلك بقياس وزن الأم كل يومين، وحديثا ومن بين الإجراءات الطبية البحث والكشف عن وجود زيادة ردات الفعل العصبية والعضلية، ومتابعة حركة الجنين اليومية من خلال جهاز السونار، مع مراعاة التقليل من تناول الأملاح والبروتين بالطعام، ومراعاة إبقاء الحامل بحالة نفسية صحية جيدة».