أثق بنبل مقاصد الزملاء الذين أثاروا قضية وقوف لاعبي النصر في إيطاليا، وأعرف صفاء نواياهم ونقاء قلوبهم، لكن طرح مثل هذا الموضوع من زاوية حساسة وبهذا الشكل، لم يكن موفقا على الإطلاق، خاصة والوسط الرياضي يكفيه ما فيه من اشتعالات لا تحتاج إلى المزيد من صب الزيت! أن يتسابق الإعلام المحلي وبعض الشخصيات الدينية على طرح فتاوى مثيرة كإرضاع الكبير، فهذا شأنهم، مع ملاحظة أن معظم تلك الآراء الفقهية المتباينة كانت في موضوعات خلافية، لكن الخطر في طرح وقفة لاعبي النصر أمام لاتسيو يأتي من نقطتين: الأولى: أنها تصب في صلب عقيدة اللاعبين، وهم مسلمون يعرفون حدود توحيدهم، ناهيك عن كون المسؤولين في المعسكر «السلهام وسلمان» من أكثر الشخصيات الرياضية التزاما واحتراما وأدبا وخلقا.. كما أن الأسلوب الذي جاءت به العناوين كان مستفزا وهو يطالب باستتابة اللاعبين وتبرؤهم من الشرك!! الثانية: إن جر اللعبة لساحة الفتاوى والتحريم سيجعل الرياضة بنزق جماهيرها وانفعالات منسوبيها وعواطفهم الملتهبة ميدانا مفتوحا لخلط صارخ بين الشخصنة المعتادة وموضوع عام وهام هو الفتوى! نعم، الدين إطار عام وضابط مشترك لكل مناشط الحياة واهتماماتها، لكن التطرق لتفاصيل محددة ومحدودة يعطيها زخما إضافيا ويدخل الجميع تصفية حسابات واتهامات مضادة لا تليق بالفقهاء ولا موضوعاتهم! آمل ألا تستمر تداعيات القضية كي لا نجد أنديتنا وقد استعان كل منها بشيخه ليفصل له فتواه حسب اللون، وكي لا يصبح لدينا ميدان لعب آخر هو «اللعب بالفتاوى!!».