تطالعنا كثير من الصحف والمجلات والبرامج التليفزيونية بانتقادها للأغاني المصورة، أو ما يسمى بالفيديو كليب، وما تحتويه من مناظر خليعة ورقص فاضح وإخلال بالقيم، وإلى آخر ذلك من الاتهامات التي تتناغم مع سلسلة المبادئ والقيم العربية والشرقية التي نحاول الحفاظ عليها والتمسك بالقليل القليل الباقي منها، وإن كنت أوافقهم الرأي على ما تحتويه هذه الفيديو كليبات من إسفاف وخروج عن الآداب العامة والأخلاق، ولكن هناك حل بسيط تجاهها، هو تغيير المحطة أو إغلاق التليفزيون، إنني لا أحاول تبسيط المسألة، ولكن هو حل واقعي قابل للتطبيق، ولكن المصيبة الأكبر والتي لا يستطيع أن ينكرها أحد والتي يصعب الهروب منها، وأؤكد الهروب منها، فحلها صعب ويحتاج إلى الكثير من التفكير، إنها الإعلانات التجارية، ولا أعني كل الإعلانات التجارية بل معظمها، والصعوبة في الإعلانات التجارية أنها تفاجؤك من حيث لا تدري ولا تعلم وتهبط على شاشة تلفازك دون سابق إنذار، وتقطع عليك أي شيء تتابعه أو تشاهده سواء كان برنامجا دينيا ثقافيا أو رياضيا لتقدم لك إعلانا فيه طفل يطلب من أبيه بكل وضوح وصفاقة أن يغير له أمه، لماذا؟ لأنها لا تشتري المنتج المعلن عنه، أو لعلك تجد ترسيخ معاني بر الوالدين في الإعلان الذي يقوم الابن فيه بتقليد أبيه بصورة هزلية رخيصة من أجل ترويج المنتج المعلن عنه، أو لعلك تجد الابن الذي يربط أباه بالحبال من أجل أن يتخلص منه ليستمتع بأكل المنتج المعلن عنه، أو أنك قد تصادف إعلانا يسخر من الشعر والأدب العربي، أو زوجة تسارع بطرد زوجها من المنزل لتبقى منفردة بالمنتج، هذا بالإضافة إلى الكثير من الإعلانات التي توضح الكثير من الأمور النسائية الخاصة بصورة مقززة وفاضحة، كل هذه الإعلانات تفاجؤك أثناء مشاهدة أي برنامج أو حدث، فكيف يكون الحل؟ قد يرى البعض هذه الإعلانات إبداعا، ويراها الآخرون صورة مضحكة، ولكن من المؤكد أن الكثير يراها أمرا خارجا عن الآداب العامة، ويبقى الأمر مجرد رأي.