أعرب عدة خبراء عن وجهات نظرهم على مدى أعوام حول ما إذا كانت أمريكا مستعدة لشن هجوم عسكري ضد برنامج إيران النووي. ولكن حين ذكر الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية مايكل هايدن أن هذا الاحتمال متزايد، فإن علينا الآن أن نجلس ونسجل ما نراه أمامنا. أصبح هايدن في 31 مايو 2006 الرئيس رقم 20 للوكالة، في وقت كانت فيه إيران تحتل أكبر تركيز من جهاز المخابرات الأمريكية الخارجية. وقدم أخيرا تقويمه بشأن التهديد النووي الإيراني في برنامج تليفزيوني حواري. وكشف جنرال السلاح الجوي المتقاعد لمقدمة البرنامج أن «إيران تبدو غير مبالية كثيرا بالعقوبات. وبقدر علمنا، فإنها لا تزال تحاول امتلاك القدرة النووية. فهل هناك أي بديل للتخلص من منشآتهم، إذا تعين ذلك؟». إن فكرة قيام أمريكا تحت إدارة الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة ضد إيران تتراجع أمام ما يبدو دائما الخيار الأرجح؛ وهو أن أي هجوم عسكري ستقوم به إسرائيل. وأحد طرق قراءة تصريحات هايدن هي أنه يخبر الإسرائيليين ألا يندفعوا، وأن أمريكا هي المسؤولة عن الوضع، وأنها ستتصرف عند اللزوم. وأيا كان السبب المحدد لتصريحات هايدن، فإن رسالتها واضحة وهي أن أمريكا يتزايد اقتناعها بأن الوقت بدأ ينفد. ومنذ أول خيط أدركه الأمريكيون عن احتمال وجود برنامج إيراني سري للأسلحة النووية، بدأ التركيز على عقارب الساعة. وكل بضعة أسابيع، تتقاطر التصريحات بشأن مدى الاستعداد في هذا الصدد. وقد يتطلب الأمر مراقبة الأحداث في باكستان وأفغانستان، حيث إن سحب القوات الأمريكية من المنطقة يمكن أن يحدث بالتوازي مع أية ضربة تكتيكية ضد إيران. وقضية التوقيت لها مغزاها المرتفع. ويبدو أن الوقت قد حان لأوباما كي يقرر ما إذا كان سيواصل المضي على طريق العقوبات والمحادثات الذي لا يبدو أنه ناجح، أم يلجأ إلى خيار ربما كان حاسما لكنه مدمر، وهو شن هجوم عسكري مبكر على إيران.