إن كنت تعاني أي مشكلة فتأكد أن سببها يعود لشخص آخر! أدركت معنى ذلك فقط حين كنت أقرأ عن مدى مخاطر التقنيات الحديثة وعلاقتها بمشكلات الإنسان الاجتماعية والسلوكية، فقد ثبت أن التكنولوجيا بأنواعها تقلل من قدرة الإنسان على فهم الآخرين والتواصل معهم لأنه يتعامل ولمدة ساعات طويلة مع مجرد آلة! وهذه الآلة لا تفعل أي شيء سوى طاعة أوامر مستخدمها والقيام بكل ما يأمرها به دون أدنى مقاومة!. تخيل أن مدى قصور المشاعر في هذه العلاقة يعوق من تفاعلاتك مع الناس، فيصبح كل منا يأمر الآخر وكل يتوقع أن تستجاب كلمته على الفور، فتقل المحادثات الهادئة وتزداد الحدة في النقاشات وتنقرض لغة قراءة تعابير الآخرين والإحساس بمشكلاتهم ومشاعرهم! والسبب يعود لثاني أغنى رجل في العالم «بيل جيتس» الذي ورد عنه أخيرا أنه يمنع ابنته ذات ال 11 عاما من استخدام الكومبيوتر أكثر من 45 دقيقة في اليوم! وهو خبر يصعب تصديقه من مخترع الحاسب الآلي الذي يعترف تماما بأن ابنته عليها أن تقضي وقتا كافيا مع عائلتها أو في ممارسة أي هواية!. ومن مصائب البشر الأخرى: الإنسان الآلي «الروبوت» الذي بدأ يحل محل الإنسان في عدة مجالات كان آخرها التعليم، حيث أثبت الروبوت كفاءة عالية في القيام بدور المعلم في أمريكا وبلدان أخرى خصوصا في مدارس تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وهي من أكثر مؤسسات التعليم حساسية وخطورة، حيث وجد أنه يظهر الكثير من المشاعر الإيجابية التي جعلت صلته بالأطفال قوية جدا!. وبما أن الروبوت أقل تكلفة حيث استطاع أن يقوم بما لم يستطع المعلم القيام به، فإنه يمكن استبداله بالإنسان على المدى الطويل! ومع أن الشركات المنتجة لهذه التقنيات قد تجني ملايين الدولارات إلا أن روبوتا واحدا قد يمحو مستقبل الملايين من بني البشر!. فكل ما عليك هو أن تركز في مشكلتك أيا كان نوعها وتبحث فيها جيدا! وأعدك بأنك ستجد وراءها شخصا آخر يعيش معك على نفس هذا الكوكب!