أمضى الطلاب المشاركون في الملتقى الإرشادي المحلي الأول للتربية السلوكية في السعودية، خمسة أيام وصفوها بالإيجابية والمثمرة، في ضوء الاستفادة الكبرى من الفعاليات والبرامج المصاحبة. وشارك 84 طالب ثانوية يمثلون كل إدارات التربية والتعليم في مناطق ومحافظات المملكة في الملتقى الذي يقام للمرة الأولى ويهدف إلى تنمية مهارات الطلاب السلوكية والفكرية والحوارية وتبادل الخبرات والتجارب بين الإدارات. خالد علي الزهراني، من جدة، يدرس بالصف الثالث الثانوي؛ يرى أن هذه التجمعات التدريبية والتعليمية رائعة جدا وهي ذات صلة وثيقة بالثقافة وتبادل الخبرات: «الورش التعليمية تنمي ثقافة الشخص، ويستفيد من ثقافات الزملاء المشاركين من مختلف مناطق المملكة، فهناك ثقافات مختلفة يحملها كل طالب قادم من منطقة معينة، فالمعروف أن لكل منطقة ثقافتها وعاداتها المختلفة عن المناطق الأخرى، وكل طالب منا يعتبر سفيرا لمنطقته التي يمثلها، فيجب عليه مراعاة ذلك، مما يحفزه على تقديم كل ما هو مميز ومفيد، ونقل ثقافة تلك المنطقة لجميع الزملاء الذين يفتقرون إلى معلومات عن تلك المناطق الأخرى، وإظهار صورة جميلة للمنطقة التي ينتمي إليها من خلال تعاملنا الجيد بعضنا مع بعض، والاستفادة من ورش العمل المقامة هنا أيضا، وأعتبر أن الهدف من هذا الملتقى تنمية سلوكية فكرية للطالب والرقي بمستواه إلى الأفضل وتجديد الخبرات». تعارف وبرامج وحرص عمر محمد الهفاس، من مدينة عنيزة، ويدرس بالصف الثالث الثانوي؛ على المشاركة في هذا الملتقى بهدف تعزيز معارفه سواء على الصعيد الطلابي أو العلمي أو العملي: «حضرت لأتعرف إلى زملاء جدد من مناطق مختلفة، بالرغم من تعثر سفري عن طريق الجو لعدم وجود حجوزات سفر إلى مدينة جدة بسبب دخول الإجازة الصيفية واضطررت إلى السفر عن طريق البر، بالرغم من معاناة السفر برا، ولكن لحرصي على المشاركة والاستفادة من هذا الملتقى وتعرف مدينة جدة التي أزورها للمرة الأولى، والملتقى يقدم لنا برامج مميزة لا تقتصر على ورش العمل والمحاضرات فقط بل تمتد إلى جولات بحرية وزيارات للأندية العلمية ونشاطات اجتماعية، وأيضا دورات رياضية في بيت الشباب بجدة». فوائد عديدة ولم يرغب خريج الثانوية هذه السنة عبدالله أحمد الشهري، من مدينة محايل عسير، في تفويت برامج التعليم العام، رغم أنه غادر هذه المرحلة: «الملتقى يخرج الطلاب من الجو الدراسي الذي عايشوه طيلة السنة الدراسية، ويشعرهم بالراحة النفسية خاصة بعد نهاية الاختبارات وما صاحبها من معاناة وسهر، والطالب منا لو خرج من هذا الملتقى بمعلومة واحدة أو صديق فهذا في نظري عمل عظيم، وفائدة كبيرة، ومن أجمل ما اتخذه منظمو الملتقى أنهم جعلوا مكان التجمع خارج أسوار المباني المدرسية، فنحن هنا في بيت الشباب نستمتع بكل ما هو متوفر من ألعاب وصالات مغلقة ومسابح وغير ذلك من وسائل الترفيه، وهذا في حد ذاته يعتبر ترفيها للطلاب، وتوصيل المعلومة لهم من خلال الورش المقامة يكون سهلا جدا، فنحن نعتبر في مدرسة لامنهجية، والتعامل غالبا ما يكون سلسا وجميلا مع المشرفين والمقيمين هنا». بلا تعصب ويرى حسن مهدي البركاتي، من مدينة الليث، ويدرس بالصف الأول الثانوي؛ أنه كسب أصدقاء جددا: «وعدتهم بزيارة إلى مناطقهم، وأن أتعرف تلك المدن عن كثب، فنحن نعتبر أبناء بلد واحد ويجب علينا أن نعرف جميع المناطق، وبدوري أشكر القائمين على هذا الملتقى، وأتمنى لو كانت تلك الملتقيات باستمرار وفي مناطق مختلفة، فالطالب منا قد لا يستطيع زيارة منطقة في شمال أو شرق المملكة، ولكن مع هذه الملتقيات يمكن لبعض الطلاب زيارة تلك المناطق والتعرف على ثقافتها وحضارتها وبعض المناطق الأثرية بها، فمملكتنا تنعم بالمناطق التاريخية التي- مع الأسف- يجهلها الكثير منا، وما يساعدنا هنا أكثر الجو المهيأ لنا من قبل إدارة التربية والتعليم بجدة، واختيار المكان المناسب، كما أن المعلومات والمهارات التي تؤخذ خارج إطار السور المدرسي تكون سلسة وسهلة على المتلقي، ونحن هنا مجتمعون من كل مناطق المملكة في جو يسوده الحب والتآلف بعيدا عن العصبيات القبلية والتفاخر بالمناطق التي في الأساس هي مناطق للجميع تحت مظلة المملكة». أجواء من الود من جهة أخرى، بين نائب مدير التوجيه والإرشاد بإدارة التربية والتعليم بمحافظة جدة، حسن السالم، أن الملتقى الإرشادي للتربية السلوكية والفكرية ملتقى حواري وفكري للطلاب، يتخلله ورش عمل ومواضيع تربوية تخدم المرشدين والطلاب على حد سواء، وبإشراف ومتابعة من الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد: «هناك منافسات اجتماعية تتمثل في المسابقات الثقافية والمسابقات الحركية والمهارات والمواهب، كما يوجد في الملتقى منافسات رياضية بين الطلاب» .