اشتهرت رجال ألمع «45 كيلومترا غرب أبها» إلى جانب ثقافة أهلها وعلم رجالها وروعة مناظرها وطيبة سكانها، بجودة عسلها حتى وصفت بأنها بلدة تقطر عسلا. ويعد موسم الصيف من أكثر مواسم بيع العسل ازدهارا، نظرا إلى توافد الآلاف من المصطافين لمنطقة عسير للاستمتاع بأجوائها الماطرة والخضرة الممتدة على مد البصر، إضافة إلى الاستمتاع ببرامج مهرجان «صيف أبها يجمعنا» الترفيهية. وتنتج مناحل رجال ألمع عدة أنواع من العسل، من أبرزها عسل السدرة والمجرى والشوكة، وهو ما تشتهر به مناطق تهامة عسير عامة خلال فصلي الربيع والخريف. ويعد وادي ريم أحد أبرز الأودية في إنتاج العسل الصافي، لطبيعته الملائمة جدا للنحل، حيث تكثر فيه أشجار السدر. وينظم جهاز السياحة والآثار بمنطقة عسير مهرجان العسل سنويا في رجال ألمع بهدف دعم المجتمع المحلي ودعم النحالين ومنتجي العسل وتجارته حتى تتم مضاعفة الإنتاج ليتفرع استخدام العسل إلى الصحة والغذاء، وكذلك سلع أخرى مفيدة اقتصاديا بحيث يكون المجتمع المحلي للمحافظة هو المستفيد الأول، إضافة إلى تشجيع الحرف والحرفيين وخلق أسر منتجة في هذه المحافظة. وقال زامل الألمعي «مربي نحل» ل «شمس»: «إن محافظة رجال ألمع حباها الله بجمال الطبيعة وتنوعها، حيث تنبت فيها أنواع عديدة من الأشجار والنباتات الزهرية مختلفة الأشكال والألوان، سواء في المرتفعات الجبلية أو المنحدرات والسهول، كما أن كثافة الأمطار التي تهطل طوال العام على هذه المنطقة ألبستها بساطا أخضر، فلا نستغرب أن يجد الإنسان في رقعة من الأرض لا تتجاوز كيلومترا مربعا 100 نوع من أنواع الشجيرات، ومنها يجني النحل رحيق العسل». وأضاف: «إلا أن المنطقة تعرضت قبل عدة أعوام لسيول وأمطار غزيرة جرفت شجيرات صغيرة، كان النحل يعتمد على رحيق أزهارها لإنتاج العسل، ومنه العسل الأبيض الذي ينتج من شجيرات الوشا والهطف والمفصلة.. والآن لم يبق إلا عدد قليل من تلك الشجيرات، وهو ما أثر في قلة المعروض من العسل في السوق». وأشار إلى أن أبرز الأشجار التي ينتج منها العسل هي الظهيان والسورة والقرضة، ويسمى عسل الشوكة.أما أجمل المواسم للنحل فأشار الألمعي إلى فصل الصيف لأنه دافئ، ثم موسم الأمطار التي تحيي الأرض وتكسوها بالخضرة والشجيرات المورقة والمزهرة، ثم الخريف. وطالب الألمعي الجهات المختصة بوضع حد لباعة العسل المغشوش، خاصة هذه الأيام التي يكثر فيها الزوار للمنطقة، مشيرا إلى أن وجود هؤلاء الباعة يسيء للنحالين وإنتاجهم.