قصر الإليزيه هو المقر الرسمي لرئيس جمهورية فرنسا الذي يضم مكتب رئيس الدولة، ومكان اجتماع مجلس الوزراء. ويقع القصر في شارع فوبور سان أونوريه الأنيق المتفرع مباشرة من شارع الشانزلزيه بالعاصمة باريس، ويرجع تاريخ بنائه إلى القرن ال 18. وخلال القرون التالية أجريت عليه عدة تعديلات، إلا أنه حافظ على تصميمه الكلاسيكي رغم ذلك. واستخدم المبنى الرائع مخزنا للأثاث ومقرا للطباعة وقاعة للرقص خلال فترة الثورة الفرنسية والحروب النابليونية. يملك قصر الإليزيه -«Palais Elysée» بالفرنسية -، تاريخا ثريا ومفعما بالحيوية. وكان لويس نابليون بونابارت أول رئيس يجعل من القصر مسكنه عام 1848 قبل أن يعلن نفسه الإمبراطور نابليون الثالث وينتقل إلى قصر التويلري القريب. لكن الإمبراطور احتفظ بالإليزيه وكان يتنقل بين القصرين من خلال نفق سري تحت الأرض، هدم بعد ذلك الحين. وحتى بعد عودة نظام الجمهورية في فرنسا عام 1870، واصل ساكنو القصر الحفاظ على سمعة المبنى الحافلة بالأحداث، خاصة الرئيس فليكس فور الذي مات فجأة بين ذراعي عشيقته مارجريت ستنهيل عام 1899. وخلال الحرب العالمية الأولى هربت غوريلا من حديقة حيوان قريبة من موقع القصر ودخلته، وقيل: إنها حاولت جر زوجة الرئيس ريمون بوانكاريه إلى شجرة، لولا إحباط حراس المبنى للمحاولة. وكان الرئيس بول ديشانيل، الذي استقال عام 1920 بسبب الجنون، معجبا بقصة الغوريلا لدرجة أقلقت ضيوفه بسبب اعتياده القفز على الأشجار خلال الاستقبالات الرسمية. وأغلق الإليزيه خلال الحرب العالمية الثانية ولم يستخدم النازيون المبنى وترك خاليا إلى ما بعد الحرب، ثم سكنه الرئيس شارل ديجول من عام 1959 إلى عام 1969، وأبدى استياءه من سمعته ومن الافتقار إلى الخصوصية. وأمر بشراء مبنى آخر يتميز بالفخامة بالقرب منه حتى يتمكن من استقبال الضيوف الرسميين فيه بدلا من الإليزيه نفسه: «لا أحب فكرة الاجتماع بالرؤساء الذين يسيرون في ممرات منزلي مرتدين ملابس النوم». ولم يستخدم الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران الذي حكم فرنسا في الفترة من عام 1981 إلى عام 1995 الأجنحة الخاصة في القصر. وفضل ميتران العودة ليلا إلى منزله الخاص في الحي البوهيمي، أو إلى شقة سرية في منطقة أخرى تسكنها والدة ابنته غير الشرعية مازارين التي لم يعلن عن وجودها للعامة إلا في عام 1994. وعلى النقيض، عاش الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في أجنحة الإليزيه مع زوجته برناديت. وتزوج الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي خطيبته المغنية وعارضة الأزياء الإيطالية كارلا بروني داخل قصر الإليزيه في سابقة تحدث للمرة الأولى لرئيس يطلق زوجته ويتزوج من أخرى أثناء ولايته. ونقلت إذاعة أوروبا عن رئيس بلدية الدائرة الثامنة في باريس فرانسوا لوبيل قوله: « لقد زوجت اثنين من ناخبي الدائرة الثامنة يقطنان شارع 55 جادة سان أونوريه»، وهو عنوان قصر الإليزيه الرئاسي. ومن طرائف القصر الصعوبة التي يواجهها بعض الزوار من كبار شخصيات العالم في المحافظة على توازنهم عند صعودهم على الدرج وسجاده الأحمر، خاصة النساء اللائي يرتدين الأحذية ذات الكعوب العالية. ومن أبرز الضحايا وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي زلت قدمها وترنحت في المكان ذاته، قبل أن يهرع الحراس للإمساك بها ومنعها من السقوط عندما زارت الإليزيه أخيرا .