يملك متحف ألمع للتراث الواقع في وسط رجال ألمع بعسير من التراث ما يجعله الأول في مجاله على مستوى الوطن العربي، فالمتحف الذي نبعت فكرته قبل 25 عاما أصبح وجهة سياحية خاصة لم يبحث عن التاريخ والآثار الموغلة في القدم خاصة أن مبنى المتحف نفسه يعد من التراث، إذ بني قبل 788 عاما. وتعود قصة إنشاء المتحف بحسبما رواه ل«شمس» محافظ رجال ألمع محمد المتحمي إلى عام 1406ه حين طرح أهالي ألمع اقتراحا بإنشاء متحف يضم تراث المنطقة بعد تزايد الهجرة إلى المدن وتناقص عدد السكان بشكل سريع وإبقائهم لكل مستلزماتهم من الأثاث والسلاح والأدوات الشخصية والمهنية في بيوتهم. وأضاف أن إنشاء المتحف واجهته في البداية صعوبات، حيث أصر البعض على أن يكون مبنى المتحف قادرا على استيعاب أبعاد المنطقة وبالتالي تجليات العمارة التي ترسخ المفاهيم العمرانية القديمة: «رأى الواقعيون اختيار قصر آل علوان الذي بني عام 943ه يحقق هذا الطموح بعدها انطلقت رحلة المتحف وشكل فريق من رجال ونساء ألمع للقيام بأعمال ترميم القصر الذي نقش بإشراف خبيرة الزخرفة في ألمع السيدة فاطمة علي أبو قحاص التي وافاها الأجل المحتوم قبل أيام معدودة عن 90 عاما». وذكر المتحمي أن النساء تبرعن بحليهن من الفضة وبعض مدخراتهن من أدوات الزينة، فيما سعى أبناء ألمع لتقديم ما يحتفظون به من أدوات وأسلحة وأثريات هدية إلى المتحف لتحقيق الحلم، فيما ساهم البقية بالمال لشراء كثير من القطع الأثرية وتبع ذلك ترتيب محتويات المتحف وتجهيز الساحات المجاورة، وبعد اكتمال العمل بعد عامين افتتح المتحف ليبدأ في ممارسة دوره كقناة ثقافية سياحية منذ ذلك الحين، مع استمرار بعض المهتمين بتزويده المتحف بالمقتنيات حتى وصلت إلى أكثر من 2800 قطعة تراثية و500 كيلوجرام من المصوغات الفضية القديمة. وأشار إلى أن الكم الكبير من المقتنيات يحتاج إلى توزيعها بشكل يتناسب مع المساحات الضيقة لحجرات القصر «لا يزال المتحف يخضع لدراسات تطوير وإثراء من قبل القائمين على الهيئة العليا للسياحة في ظل الفكرة الشاملة لمشروع جعل بلدة رجال بكاملها منطقة تاريخية وتراثية وسوقا شعبية ومحطة للاستراحة والترفيه، ويزور المتحف سنويا العديد من الوفود السياحية من أمريكا وفرنسا واليابان ومصر ودول الخليج؛ حيث يقدر عدد الزوار ما يقارب ثلاثة ملايين زائر سنويا».