واصل أكثر من 400 خريج من كليات المعلمين دفعات 1427 / 1428ه تجمعهم أمس لليوم الثاني على التوالي أمام مبنى وزارة التربية والتعليم للمطالبة بتعيينهم وسط حراسات أمنية مشددة. ولليوم الثاني تواصلت حالات الإغماء والإعياء وضربات الشمس نتيحة لارتفاع درجات الحرارة وتجاوزها حاجز ال 50 أمس وأمس الأول في الرياض. وذكر الخريج مغرم الغامدي المتحدث الرسمي باسم الخريجين أنهم اتخذوا من الأرصفة مكانا لنومهم مساء أمس الأول، كما استهلكوا لترات كبيرة جدا من المياه بسبب درجة الحرارة المرتفعة، مشيرا إلى أن عبوات المياه استخدمها الخريجون في إسعاف من يغمى عليه منهم جراء كثرة الوقوف تحت الشمس، لافتا إلى تواجد عدد من الدوريات الأمنية في موقع التجمع لضبط الحركة المرورية، وألمح إلى أن نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات نورة الفايز وعدتهم بلقاء لكنها لم تقم بذلك. وأضاف الغامدي: «نحن الخريجين من كليات المعلمين نطالب وزارة التربية والتعليم بتعييننا الذي طال انتظاره»، متسائلا: «كيف تتعاقد الوزارة مع معلمين أجانب نفس تخصصنا ولم تعيّنا؟». وأشار إلى أن الوزارة أصبحت تطلب شروطا تعسفية: «دخلنا اختبار القياس ولم نجتزه، وهذا أمر لا نقبله فنحن معلمون مؤهلون»، متسائلا: «هل المعلمون الذين تتعاقد معهم الوزارة يجرى لهم ما يجري لنا من تعقيدات». وأكد أن جميع الخريجين رافضون إعادة اختبار «قياس»، وأن المسؤولين لم يوفوا بوعودهم التي قطعوها لهم قبل أسبوعين بإقامة دورات تدريبية لتأهيلهم للدخول مرة أخرى إلى اختبار «قياس»، ما جعلهم يعاودون التجمع مرة أخرى أمام مبنى الوزارة اليوم. وقال الغامدي: «لقد مضت ثلاثة أسابيع على تلك الوعود ولم نشهد أي تحرك من الوزارة، وأن عددا من الخريجين راجعوا الوزارة الأسبوع الماضي والتقوا عددا من المسؤولين هناك وأفادوهم بأنه لا تعيين لخريجي كليات هذا العام. وأوضح الغامدي أن حراس الأمن ورجال الدوريات الأمنية منعوهم من الدخول لمقر الوزارة لمقابلة المسؤولين فيها فتوسدوا الأرصفة، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الخريجين أصابتهم ضربات الشمس ونقلوا إلى المستشفيات بعضهم خرج والبعض الآخر لا يزال يتلقى العلاج. يشار إلى أن المجتمعين أعلنوا امتناعهم عن الطعام حتى يتم استيعابهم وإنهاء معاناتهم، فيما أوضح مدير الشؤون المالية والإدارية بالوزارة صالح الحميدي أن «التربية» خاطبت كليات التربية لإقامة الدورات التدريبية، إلا أنها اعتذرت عن ذلك في الوقت الحاضر، مشيرا إلى أن اتفاقا جرى مع عدد منها لإقامتها في شوال المقبل. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم الدكتور فهد الطياش أن التجمعات لا تؤثر إطلاقا في موقف الوزارة: «وإنما هي وسيلة للضغط على الوزارة لإسقاط اختبار القياس عنهم، وهو ما لن تتنازل عنه، وذلك لضمان الجودة في التعليم» .