أبدى 500 شاب تم تزويجهم جماعيا في جدة، مساء أمس الأول، ضمن حفل الزواج الجماعي ال 11 الذي نظمته الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتأهيل الأسري، واحتضنه مركز جدة للمنتديات والفعاليات التابع للغرفة التجارية الصناعية، قلقهم الكبير تجاه حفل الزفاف النسائي بعد اعتذار الجمعية عن إقامته بسبب ما أسماه نائب رئيس الجمعية أنس زرعة ب «غيرة الأمهات»، وأكدت مجموعة من المتزوجين أن تكاليف زواج النساء الباهظة والمصاريف التي ترهق كواهلهم في تلك الليلة هي ما يشغل تفكيرهم، خصوصا بعد عودتهم إلى منازل أسرهم من دون زوجاتهم. وطالب العرسان بمساعدات إضافية، وتسليمهم كامل مبلغ الدعم كتبرع، وعدم إلزامهم بسداد جزء منه، والعمل على تطوير آلية الدعم التي تقدمها الجمعية الخيرية ليسهم ذلك في تخفيف العبء عنهم وتخليصهم من الديون التي يرونها باتت ضرورة لإتمام حفل الزفاف النسائي. أصغر وأكبر عريس الزفاف الجماعي هذا العام حمل مفارقة طريفة وقفت عليها «شمس» حيث زوجت الجمعية رجلا سبعينيا وآخر لا يزال على مقاعد الدراسة لم يبلغ ال 20 بعد، وأكد عبدالعزيز إدريس «70 عاما» أنه لن ينسى يوم أن زف إلى جانب 499 شابا: «بعد انتظار طويل منّ الله علي بالزواج، وأسأل الله أن يبارك لي فيه».. وشدد إدريس على ضرورة الزواج المبكر وعدم الانتظار أو التسويف، ويشير إلى أنه حاول الزواج من بلدان مجاورة لكن لم يكتب له النجاح وأراد الله أن تكون زوجته من بلده، ويشارك الشباب في الزواج الجماعي». أما أصغر عريس «محمد علي جرادة، 19 عاما» فهو متخرج حديثا من الثانوية العامة: «سعادتي لا توصف، فقد انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر، حيث تقدمت إلى الجمعية قبل ثلاثة أشهر بعد عقد قراني وقبلوا أوراقي وقدموا لي سبعة آلاف ريال على أن أسدد 200 ريال شهريا على مدار 35 شهرا».. وأضاف مزهوا: «منحتني الجمعية مشكورة ثلاثة آلاف ريال كمساعدة على الزواج، ولم يبق علي إلا حفل الزفاف النسائي، وسأقيمه في أقرب وقت ممكن».. وأشار جرادة إلى أن أهم شيء في الزواج هو حفل النساء، فتكاليفه باهظة جدا ويعادل أضعاف زواج الرجال: «أتمنى في الأعوام المقبلة أن يقام زفاف النساء في الليلة نفسها وفي قاعة مجاورة لحفل الرجال كي ينجلي الهم كاملا». زواج مؤجل عمار بوقس، مصاب بشلل رباعي، يؤكد أنه سعيد جدا كونه أحد عرسان الزفاف الجماعي: «سعادتي اكتملت بزفافي، وهذا طبيعي من وجهة نظري، فمن حق أي إنسان، سليما كان أو معاقا، أن يعيش حياته الطبيعية وأن يكوّن أسرة خاصة به. كما لا يفوتني أن أقدم شكري لكل من ساهم في هذا الزواج الجماعي وأدخل البهجة والسرور علينا وأسأل الله أن يوفقنا في حياتنا الجديدة». أما علاء حسن محمد، موظف في شركة خاصة، فيعبر عن فرحته: «أكاد أطير وأنا أزف هذه الليلة، فمن يشاهد هذا الزواج الجماعي ستتغير نظرته السلبية تجاهه»، ويشير إلى أن زواج النساء سيقيمه في إحدى القاعات الموجودة بجدة لأنه من ضروريات الزواج كما يقول. جماعي آخر أنور وهيب وعلي يحيى سالم، عريسان ونسيبان في وقت واحد، حيث تزوج كل منها بأخت الآخر، وتقدما للمشاركة في الزواج الجماعي: «سنقيم حفل زفاف جماعيا آخر للنساء، لكنه سيكون محصورا علينا دون ال 498 الآخرين».. ويؤكدان أن تكاليف الزواج باهظة جدا ولا يقويان عليها، لذلك شاركا في الحفل الجماعي، ويشيران إلى فكرة الزواج النسائي الجماعي لكل عائلة، فهو أوفر بكثير من الزواج الفردي الذي يتكفل فيه العريس بمصاريف وأعباء كبيرة جدا. وشدد طالب الإعلام راشد محمد، أحد العرسان، على أن المجتمع تغيرت نظرته تجاه الزواج الجماعي: «هذا النوع من الزواج لم يعد مقتصرا على الفقراء كما يعتقدون، بل هناك عرسان بيننا قادرون على عمل زواج فردي من دون الاستدانة من أحد، وهو أمر جيد». التالي أهم أما بدر بخيت الحربي، فيؤكد أن ما تبقى هو الأهم: «بقي أثاث المنزل الذي يكلفنا الكثير، مع العلم أن الجمعية قدمت لنا بعض الأثاث ولكنه لا يفي بالغرض، والشقق السكنية أصبحت إيجاراتها عالية جدا، وبقي أيضا زواج النساء الذي يعادل تكلفة الزواج الجماعي في نظري، وسأضطر إلى تأجيل هذه الأمور لفترة تتجاوز ستة أشهر حتى أستطيع عمل كل هذه الأمور». أما شفيق محمد «برماوي الجنسية» فيشير إلى أن سعادته بالمشاركة كبيرة: «الزواج الجماعي لا يفرق بين مواطن أو مقيم.. ويشير إلى أنه كانت هناك معوقات للزواج ولكن عند تقدمه للجمعية زالت تلك المعوقات، وما قدمته الجمعية كان دافعا للمسارعة إلى إتمام نصف الدين» .