لأول مرة منذ 80 عاما تفقد بطولة كأس العالم الفريق المضيف والبطل والوصيف من الدور الأول بطريقة محزنة ومخجلة. فمنتخب جنوب إفريقيا لم يستفد من عوامل الجغرافيا، وإيطاليا لم تستفد من هيبة البطل، وفرنسا خرجت من الباب الصغير لأنها لاتملك قائدا اسمه زيدان. ولأول مرة تتساقط المنتخبات الأوروبية كأوراق الخريف ليتأهل إلى الدور الثاني ستة منتخبات فقط من أصل 13 فريقا يشارك في النهائيات. بينما تفوقت منتخبات أمريكا الجنوبية وحصدت العلامة الكاملة بتأهل خمسة منتخبات وتصدر أربعة منها للمجموعات. دور ال 16 لم يشهد مفاجآت إطلاقا، إذ كانت النتائج واقعية ومنطقية فتأهلت ألمانيا على حساب إنجلترا وتفوقت الأورجواي على كوريا الجنوبية، ونجحت غانا في الفوز على أمريكا والأرجنتين على المكسيك، وهولندا التي تجاوزت سلوفاكيا والبرازيل التي هزمت تشيلي. وتبقت مبارتا أمس، ونكتب هذه السطور قبل معرفة نتائجهما، فاليابان والأورجواي وإسبانيا والبرتغال في لقاءين متكافئين، ومن سيتأهل سيكون أمام فرصه تاريخية للوصول للنهائي. البرازيل وهولند والأرجنتين وألمانيا نهائي مبكر في دور الثمانية، وستفقد البطولة مبكرا منتخبين مرشحين لتحقيق اللقب. فيما سيكون أمام غانا والأورجواي فرصه تاريخية لوصول إحداهما إلى نصف النهائي. وهذه ثالث مرة يتأهل فيها منتخب إفريقي لدور الثمانية بعد الكاميرون عام 1990 والسنغال عام 2002. ولم يسبق لأي منتخب إفريقي اجتياز دور الثمانية. أغلب التوقعات تشير إلى أن النهائي المرتقب سيكون بين الأرجنتين والبرازيل. فهما يلعبان كرة واقعية تتسم بالتنظيم والسرعة واستغلال أخطاء الفريق المنافس.