القيمزر لعبة البلياردو الشهيرة على الشبكة العنكبوتية سحرت قلوب الشباب والفتيات على حد سواء، فالبعض منهم يقضي أكثر من 12 ساعة متواصلة لممارستها، وآخرون يستفيدون منها في تبادل المعارف والثقافات، بينما البعض لهم فيها مآرب أخرى. أكرم العتيبي، يستمتع باللعبة ويخصص لها وقتا طويلا لممارستها: «في بداية الأمر سمعت كثيرا عن لعبة القيمزر «البلياردو» على الشبكة العنكبوتية، ولكنني لم أعرها اهتماما، ولاحظت أن جميع أصدقائي يقضون الساعات الطوال في ممارستها، وكنت أضحك منهم كثيرا، ولكن تفاجأت مع مرور الأيام أنني أصبت بإدمان هذه اللعبة، فبمجرد العودة من المدرسة أتسمر أمام جهاز الكومبيوتر وأدخل موقع القيمزر وأمارس هذه اللعبة الشيقة، وخلال أشهر بسيطة وصلت نقاطي 2000 نقطة»، مشيرا إلى أنه يقضي عشر ساعات متواصلة يوميا في هذه اللعبة دون أي ملل منها. احتكاك إلكتروني ويوضح صالح العصيمي: «أثناء اللعب في القيمزر أواجه عددا من الشباب العربي وأقوم بالدردشة معهم وأعطيهم رقم الهاتف الجوال، وكذلك تبادل الإيميلات وذلك من أجل الفائدة مثل البحث عن كيفية الدراسة في بعض الدول من أجل الدخول في إحدى برامج الابتعاث الخارجي». ويستطرد العصيمي عن خفايا اللعبة: «لدي كثير من الصداقات التي كونتها خلال هذا الموقع الخاص بلعبة القيمزر (البلياردو) كما أنني أتحدث مع عدد من الجنسيات الأخرى منهم الإسباني والألباني وغيرهم كثير نستفيد منهم في مجال اللغة، حيث إنني ملم بعض الشيء باللغة الإنجليزية، ومن خلال هذا الاحتكاك الإلكتروني أستطيع أن أكون متمرسا في اللغة الإنجليزية». وعن أكثر الغرف التي يتواجد فيها: « (روم) ألبانيا أكثر تواجدا من مختلف الجنسيات والثقافات، كما أننا نقوم بتطبيق قوانين اللعبة على أرض الواقع من خلال التواجد في المواقع التي توفر لعبة البلياردو». أما صالح السبيعي، موظف فيرى أن اللعبة تمثل استغلالا لوقت فراغه: «أستغل وقت الفراغ في عملي بالدخول إلى موقع هذه اللعبة كي أقضي هذا الوقت في لعبة القيمزر، بالإضافة إلى هذا اللعب فإنني أستفيد كذلك من الالتقاء ببعض الأشخاص ونتحدث عن مجال العمل ويسدون إليّ النصائح التي تفيد حياتي العملية، فهذا الموقع ليس فقط للعب بل أيضا لتبادل الخبرات العلمية والعملية أيضا، كما أنه لتبادل الثقافات مع الأشخاص الآخرين»، مضيفا أن هناك من المستخدمين من يقوم بعرض نقاطه التي أحرزها في لعبة القيمزر للبيع بمبالغ مالية، مؤكدا أنه مغرم جدا بهذه اللعبة الشيقة التي يقضي جل وقته في ممارستها. إغلاق اللعبة «ر. ص» فتاة في العشرينيات من عمرها وإحدى مستخدمات لعبة القيمزر تحت اسم «فراولة» ترى أن اللعبة سلاح ذو حدين فمستخدم الإنترنت وخاصة هذا الموقع الذي يضم آلاف المستخدمين يختار أيا من الحدين، وينبغي على الفتاة العاقلة أن تستفيد من إيجابياتها وتتحاشى سلبياتها، موضحة: «أثناء ممارسة اللعبة مع أحد الأشخاص أتفاجأ بأنه يطلب مني رقم الهاتف الجوال أو إرسال إيميلي الخاص، وعندما ألاحظ هذا الأسلوب أغلق اللعبة وأرفض قبوله مرة أخرى». بينما ترى «الدلوعة» أن الإنسان يستطيع أن يميز بين الصواب والخطأ: «له الحرية الكاملة في فعل أي شيء صوابا كان أم خطأ، ولو كان هذا الخطأ من اختياره فلا بد أن يتعلم منه»، وتضيف: «لعبة القيمزر أداة تطور واتصال مفيد، واستخدامها يعبر عن تفكير الشخص سواء كان شابا أو فتاة، وبالنسبة إليّ مفيدة جدا لأنني أجد فيها معلومات حديثة بطريقة سهلة، وتواصلت مع كثير من الفتيات واستفدت منهن أشياء كثيرة سواء في الاطلاع على جديد الموضة أو آخر صرعات الميك أب وغيرها الكثير، وأكثر ما يضايقني ويزعجني هو مضايقة الشباب للفتيات». فوائد متعددة الباحث والمحلل الاجتماعي المشرف على برنامج خدمة المجتمع بمستشفى علوي تونسي بمكة جمعة الخياط، يتناول السلوكيات المرتبطة باللعبة: «لا شك أن أي شيء موفر لنا ونستخدمه كأفراد من الجنسين شباب أو فتيات أطفال أم مراهقين أم كبار في حياتنا كالتليفزيون والفيديو والسكين والسيارة والجوال والنت والقيمزر وغيرها، وقد تكون هناك نتائج سلبية أو إيجابية من خلف هذه الاستخدامات، فلو عرفنا كيف نستخدمها الاستخدام الصحيح فسيكون المردود إيجابا علينا والعكس بالتأكيد سلبي». ويضيف الخياط: «نحن من المؤيدين لتواجد الجنسين في مختلف المحافل الاجتماعية أو العلمية كالمعارض والندوات والمحاضرات بشتى أنواعها، ولعبة البلياردو العالمية عن طريق النت التي يطلق عليها القيمزر لعبة جيدة، ومن مميزاتها أنها تجعل الإنسان يركز ويدقق أكثر وتجعله يتحفز للفوز وهي من الإيجابيات التي ترفع من طموح الإنسان لتحقيق أكبر عدد من الفوز أو تحقيق رقم قياسي أو..أو.. وتوفر اللعبة للفرد أيضا التعرف على العديد من الأصدقاء في مختلف أنحاء العالم، وبالتالي التعارف على الثقافات المختلفة، وفيها يتم تبادل المعلومات الثقافية والاجتماعية من خلال الأحاديث التي تدور بين اللاعبين مع أن هناك من يحب لعب القيمزر من دون الحديث نهائيا، ونرى من يحترمون رأيه ويلعبون في صمت وهذا يعلم الشخص المحافظة واحترام الرأي الآخر». 43 % من السعوديين يستخدمون الإنترنت أوضحت نتائج مشروع دراسة استخدامات الإنترنت في المملكة أن نحو 30.5 % فقط من سكان المملكة البالغ تعدادهم 23.9 مليون نسمة استعملوا الإنترنت بمعدل مرة واحدة على الأقل خلال أسبوعين، وكشفت الدراسة التي صدرت أخيرا عن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن نسبة امتلاك أجهزة الكومبيوتر بين الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما تصل إلى 68 %، بينما تصل النسبة إلى 43 % بالنسبة إلى مجمل السكان، حيث بلغ عدد السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و60 عاما 15.107.925، وتقدر نسبة امتلاك أجهزة الحاسب الآلي بين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و60 عاما من إجمالي السكان ب 63 % .