هشاشة العظام، تعبير يطلق على نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام «كمية العظم العضوية وغير العضوية» وتغير نوعيته مع تقدم العمر، ويوضح المثقف الصحي جمعة الخياط أن هذا المرض من أهم الأمراض التي تلقى اهتماما كبيرا في جميع أنحاء العالم، لانعكاسها المباشر على الحالة الصحية العامة، وكذلك على الحالة الاقتصادية، حيث تتكفل الدول بعلاج المضاعفات الناتجة عن هشاشة العظام وبخاصة الكسور وما يتبع ذلك من تعطل المرضى المصابين عن العمل، بالإضافة إلى تكلفة العلاج الجراحي لها، وفترة ما بعد العمليات الجراحية من علاج طبيعي وأدوية وخلافه، وعلى سبيل المثال تم حساب تكلفة هذا المرض ورعاية مصابين في الولاياتالمتحدة وحدها عام 1993، بمبلغ مقداره عشرة بلايين دولار أمريكي. وتدل المؤشرات الإحصائية على انتشار مرض هشاشة العظام في المملكة، ويشكل خطرا حقيقيا على العظام، خاصة لدى كبار السن ولا سيما هو المرض الأكثر شيوعا في النساء، حيث يصيب نحو ثلث النساء بعد سن انقطاع الطمث، وتتمثل الخطورة في كونه مرضا لا يفصح عن نفسه إلا بعد ظهور الأعراض والمضاعفات التي غالبا ما تكون وخيمة، وهناك نسبة لا يستهان بها من النساء يعانين هذا المرض من دون أن يشعرن. ويشير الخياط إلى أن هشاشة العظام تؤدي إلى نقص وتراجع في النسيج الذي يعطي للعظام قساوتها، وبالتالي فإن العظم يحافظ تقريبا على شكله ولكن كثافته «كتلته» تنقص، وهكذا تصبح العظام هشة وأكثر عرضة للكسور، وهي الصور الإكلينيكية لمرض هشاشة العظام: «هناك توازن دائم داخل عظام الإنسان بين تكوين عظام جديدة بواسطة خلايا معينة في العظام، وبين إزالة العظام السابقة بواسطة خلايا أخرى، خاصة داخل العظام، وهذه العملية الطبيعية في غاية الأهمية لاستمرار تجديد عظام الإنسان تلقائيا بصورة مستمرة، وفي حالة هشاشة العظام يحدث اختلال في هذا التوازن وترجح كفة إزالة العظام ويختل هذا التوازن عند انقطاع الطمث ومع تقدم العمر أيضا، وتصبح عملية إزالة أو تآكل العظام أكثر من عملية بناء العظام، وبذلك تحدث الهشاشة». وينوه الخياط الى أن العظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة، وفي حالة الإصابة بالهشاشة يقل عدد المسامات ويكبر وتصبح العظام أكثر هشاشة، وتفقد صلابتها، وبالتالي فإنها يمكن أن تتكسر بمنتهى السهولة، ويضيف: «العظام الأكثر عرضة للكسر في المرضى المصابين بهشاشة العظام، هي الورك والفخذ والساعد عادة فوق الرسغ مباشرة، والعمود الفقري، وهذه الكسور التي تصيب عظام فقرات العمود الفقري قد تجعل الأشخاص المصابين بهشاشة العظام ينقصون في الطول، وقد تصبح ظهورهم منحنية بشدة ومحدبة». وينبه إلى أنه يتعرض العديد من الأشخاص المصابين بهشاشة العظام لحدوث كسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط، وآخرون قد يتعرضون لتلف العظام في ظهورهم لأسباب بسيطة قد لا تزيد على الانحناء أو السعال، ويوضح: «هشاشة العظام تنشأ عادة على مدى عدة أعوام، إذ تصبح العظام تدريجيا أكثر رقة وهشاشة، وهذه هي الفترة قبل أن يحدث تلف شديد، وقبل أن تنكسر العظام التي فيها نحتاج فعلا إلى أن نحدد الأشخاص المصابين بهشاشة العظام، لأنه توجد الآن طرق للعلاج، حيث إن مرض هشاشة العظام من الأمراض الصامتة التي قد تنشأ من دون ألم». ويشير إلى أن أول أعراض مرض هشاشة العظام، هو حدوث الكسور، لذلك ينصح رئيس قسم التوعية والتثقيف الصحي بمستشفى علوي تونسي بمكة بأنه من الضروري جدا أن نبني عظاما قوية في شبابنا، ونحافظ عليها مع تقدم العمر، ويجب على المرأة معرفة ما إذا كانت معرضة للإصابة بهشاشة العظام، حتى يمكنها اتخاذ الخطوات التي قد تمنع حدوث هذا المرض، ومنها ممارسة الرياضة الخفيفة يوميا لمدة نصف ساعة، وهي تمثل علاجا أو إجراء وقائيا فعالا ضد هشاشة العظام من دون الحاجة إلى استخدام العلاجات الهرمونية الصناعية، وقد أكد عدد من البحوث أخيرا أن المشي والسباحة والهرولة البسيطة واليوجا أو أي نشاط يحافظ على السلامة: «نصيحتي أن تحرص السيدات والفتيات في المملكة على أن يحصلن على كثير من الكالسيوم من مصادره الطبيعية، مثل حبوب الصويا والحليب كحليب الأبقار والجبن، بالإضافة إلى ذلك مضغ حفنة من بذور السمسم الأبيض يزود بكميات كبيرة من الكالسيوم الطبيعي من دون التأثر بالكولسترول الموجود في منتجات الألبان، أو بالتعاون مع الطبيب لإيقاف تقدمه».