على الرغم من الإصلاحات التي يشهدها والتوسعات التي أضيفت له لا يزال «شارع الأشقياء»، كما اصطلح عليه سكان الطائف، يمثل إرهاقا نفسيا وبدنيا على مرتاديه نظرا إلى الازدحام الهائل الذي يشهده يوميا خصوصا أوقات الذروة. وتبدأ محنة السائقين والراكبين على حد سواء على طريق الرياضالطائف للقادمين من الحوية والحلقة لداخل المحافظة، من بداية إشارة مستشفى الأمير منصور إلى إشارة الدلال، حيث لا تتجاوز المسافة كيلو مترا واحدا، لكنها تحتاج إلى أكثر من ساعة لقطعها. وأشار عدد من مرتادي الطريق إلى أن سوء الحظ يصادفهم أحيانا عندما تتعطل سيارة أو يقع حادث مروري، حيث يستغرق الأمر ساعات حتى يتم فتح الطريق، خصوصا أن البدائل الأخرى غير مجدية في ظل أهمية هذا الشارع الذي يخترق وسط محافظة الطائف. ويمر بالعديد من الدوائر الحكومية الخدمية كإدارات التعليم « بنين وبنات» ومستشفى الأمير منصور وكلية البنات والبريد السعودي وإدارة الهلال الأحمر والنقل الجماعي، كما يؤدي إلى قلب الطائف والمنطقة المركزية للقادمين من الشرق. إصلاحات معطلة وعلى الرغم من أن الطريق يشهد إصلاحات وتوسعات جديدة منذ شهرين، إلا أنها لم تسهم في استيعاب الحركة النشطة للمرور في اتجاهه الواحد المفتوح للقادمين وسط المحافظة، وزاد من سوء الوضع أن الإصلاحات التي يشهدها الطريق الموازي والمعروف ب«طريق السيل»، والتي مضى عليها نحو ستة أشهر، لم يتم الانتهاء منها، حيث كان يؤمل أن يخفف الضغط على طريق الأشقياء، حيث إنه يمر في المسار نفسه. وقال كل من محمد الغامدي وطلال مقبل إنهما في البداية سمعا باسم الشارع اللافت للنظر ولم يستحسناه، لكنهما بعد أن أخذا يترددان عليه بشكل منتظم لقضاء بعض المصالح وجدا لكنهما تأكدا أن التسمية لم تأتِ من فراغ فقد وجدا نفسهما محشورين داخل سيارتيهما لوقت طويل وسط قافلة من مختلف أنواع المركبات من سيارات صغيرة وشاحنات بمختلف أحجامها: «على الرغم من أن الشارع يضم أربعة مسارات باتجاه واحد قبل الإصلاحات، إلا أن الحركة فيه ازدادت بطئا مع ما يشهده الاتجاه الآخر من إصلاحات جديدة كالتقشير وإعادة الرصف والسفلتة منذ شهرين». توقيت غير مناسب أما ناصر العتيبي «سائق ليموزين» الذي يقف كل صباح بمواقف الرياض بحثا عن الركاب، فأشار إلى أن الأمانة والمرور استعجلا نوعا ما في إغلاق الشارع المتجه إلى الحويةوالرياض بغرض الإصلاحات وتركيبات نقاط لتصريف السيول: « من الأولى الانتظار من انتهاء العمل في طريق السيل وهو مواز له ويقدم الخدمة نفسها حتى لا تحدث اختناقات». وأضاف أنه يضطر يوميا عند مروره بهذا الشارع أن يمضي نحو ساعة كاملة لعبور 1000 متر تقريبا وهذا يكلفه وقتا ومالا: « المسؤولون قالوا إن عمليات التقشير والتزفيت والرصف والإنارة ستنتهي، لكن يبدو أن هذا الطريق الذي يجري به العمل فإن العمل بحاجة إلى مدة أخرى مماثلة، وما يحدث في طريق السيل خير مثال حيث لا يزال العمل على صيانته مستمرا منذ ستة أشهر وللمسافة نفسها تقريبا». خطط مرورية جديدة وعلى الجانب العملي لحل مشكلة الاختناقات المرورية تنفذ إدارة مرور الطائف خططا مرورية جديدة ومنها تحويل مسارات وإلغاء العديد من الإشارات الضوئية التي كانت تسبب ازدحاما مروريا كثيفا في تلك التقاطعات واستبدلت بفتحات للدوران عبر الجزيرة الوسطية. وأوضح الناطق باسم إدارة مرور الطائف النقيب علي المالكي أن الكثير من المواطنين أبدوا إعجابهم بالخطط المرورية الجديدة التي خففت عنهم الازدحام والاختناقات المرورية التي يعانونها. مشيرا إلى أن تلك التحولات اتسمت بالانسيابية التامة، حيث لم تسجل أي ملاحظات تذكر. وأضاف أنه جرى خلال الأسابيع الماضية توحيد حركة السير في شارع خالد بن الوليد بإشراف ومتابعة ميدانية من قيادات مرور الطائف وبالتنسيق مع أمانة محافظة الطائف .