امتدح عدد كبير من الشباب معرض التراث العمراني الذي نظمته أمانة العاصمة المقدسة وجامعة أم القرى، ضمن مشاركة المنطقة في فعاليات المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، وذلك بمتحف جامعة أم القرى بحي العزيزية بمكةالمكرمة. يقول الشاب راكان الحربي انه خلال تجوله في معرض التراث العمراني اطلع على أشياء كثيرة، خاصة التي تحكي طابع المكيين منذ القدم، التي اندثر بعضها مع مرور الزمن والتطور العمراني والتقني في العصر الحاضر: «شاهدت البيوت القديمة، واستمعت لشرح مفصل عن الكثير من جوانب وأركان المعرض، فهناك ركن خاص بعمدة الحي، وبسقيا زمزم، بالإضافة إلى اطلاعي على كيفية وضع الأسواق الشعبية في مكةالمكرمة قديما، والمصنوعات والملبوسات التي كانت تهم أهل مكة في حقبة من الزمن». وبين الشاب خالد فطاني أنه كان سعيدا جدا عند تجوله في المعرض الذي يحكي أبرز المعالم الحضارية والتراثية للمجتمع المكي قديما: «نحن استفدنا من هذا المعرض في الاكتشاف والدراية بما كان يباع قديما في مكة، وكيفية إنشاء المباني، كما أنني رأيت مجسمات وصورا نادرة تحكي قصصا واقعية لأيام مكة قديما». من جانب آخر ذكر الشاب فارس مروان أن معرض التراث العمراني الذي أقيم في جامعة أم القرى لاقى صدى كبيرا من الشباب، حيث شاهدوا الكثير من العادات والتقاليد القديمة الخاصة بالمجتمع المكي، والتي اختفت في عصرنا الحاضر، كما أنهم اطلعوا على الأسر المنتجة مثل سوبيا الخضري، وحلويات أبو نار وغيرها الكثير، مثل سقيا ماء زمزم المبارك، ودور العمدة ومراكز الحي. وطالب كل من الشاب معتز كردادي والشاب عاصم خضري المسؤولين في الجهات ذات الاختصاص بإقامة مثل هذه المعارض طوال العام لكي يستفيد الشباب والأجيال القادمة منها وذلك بالاطلاع على العادات والتقاليد والفنون الشعبية والأسواق الشعبية التي مسحت من ذاكرة الجميع، حيث يتيح الفرصة للشباب والأطفال وطلبة المدارس لمشاهدة التراث المكي القديم وفهمه. من جانب آخر أكد المشرف العام على إدارة المتاحف في الجامعة الدكتور فواز علي الدهاس ل «شمس» أن المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على ما تمتلكه مكةالمكرمة من تراث معماري أصيل، وتوثيق التراث العمراني في مكةالمكرمة وعرضه وإبرازه، ومنه المباني، والحرف، والصناعات التقليدية، والأسواق الشعبية، وأنماط حياة الإنسان في المنطقة، والموروث الثقافي، ودور المبنى في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك يهدف إلى التوعية بأهمية التراث العمراني لمكةالمكرمة التي تعد اليوم واحدة من أهم المدن المتميزة بغنى تراثها المعماري وتنوعه، وكذلك إبراز العلاقة بين التراث العمراني والسياحي، إضافة إلى تهيئة النشء وتعريفهم الطرق التقليدية في البناء والزخرفة، وإبراز عناصر التراث غير المادي، المتمثلة في العادات والتقاليد والسلوكيات المجتمعية، والفنون الشعبية ذات العلاقة بالتراث العمراني. وأبان الدكتور الدهاس أن المعرض يتضمن مسابقة للتصوير الفوتوجرافي للتراث العمراني، وأخرى للفن التشكيلي للتراث العمراني بمكةالمكرمة، وجناحا للأسر المنتجة، وجناحا للأكلات الشعبية، وساحة للعروض والفنون الشعبية، مشيرا إلى أن المعرض يأتي ضمن أسبوع التراث العمراني بمكةالمكرمة الذي يتم تنظيمه تحقيقا لأهداف المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار برعاية من الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، بمدينة الرياض، وإنفاذا لتوجيهات الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، مضيفا أن المعرض يتضمن إقامة العديد من المحاضرات والندوات التي تلقي الضوء على التراث العمراني. وأضاف الدكتور الدهاس أن لدينا تراثا عمرانيا، وزحفا حضاريا وتوسعا عمرانيا امتد ويكاد يقتحم هذا التراث، ولذلك يجب تبيين أهمية التراث العمراني في مكةالمكرمة، التي تعتبر من أغنى المدن في تراثها المعماري .