بدأت فضيحة الفساد التي تورط فيها حاكم ولاية إلينوي السابق رود بلاجوفيتش وعرفت في الإعلام الأمريكي ب«مقعد للبيع في مجلس الشيوخ» تلاحق أيضا الرئيس المنتخب باراك أوباما، بل تهدد مستقبله السياسي في الصميم إثر توجيه الاتهامات لأقرب مساعديه كبير موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل. وسترغم محاكمة بلاجوفيتش التي تجري هذه الأيام أيضا إيمانويل على المثول أمام المحكمة للإدلاء بشهادته عن صلته المزعومة بمحاولة الحاكم السابق بيع المقعد الذي شغر بانتخاب أوباما رئيسا جديدا لأمريكا. كان إيمانويل الإسرائيلي الجنسية المشهور بلقب «رامبو واشنطن» أجرى محادثات مع الحاكم المتهم بسعيه لبيع المقعد الشاغر في مجلس الشيوخ لقاء منصب وزاري أو رئاسة إحدى المؤسسات الكبرى التي تدر عليه مكاسب وأرباحا طائلة، وزوده بأسماء المرشحين لشغل المقعد عن الولاية، وأوضح له أنهم جميعا مقبولون من قبل أوباما. وكانت عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي اعتقلت في التاسع من ديسمبر الماضي بلاجوفيتش الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي، وذلك على خلفية تهم فساد تتعلق بمساومات قام بها في سياق تطبيق صلاحياته باختيار سيناتور للولاية يحل محل أوباما، حيث ينص القانون الأمريكي على أن حاكم الولاية هو الذي يختار من يخلف نائبها في مجلس الشيوخ في حال توليه منصبا آخر وذلك إلى حين انتهاء ولاية السيناتور المستقيل. وإذا ما أدين بالتهم الموجهة إليه، فقد يواجه بلاجوفيتش أحكاما بالسجن قد تصل إلى 415 عاما وراء القضبان. ومن جانبه، نفى رجل الأعمال جيسي جاكسون الابن المرشح الديمقراطي السابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية أي علاقة له بالفضيحة بعد أن رجحت تقارير صحفية أن يكون هو الشخص الذي سعى لشراء المقعد الشاغر. كما نفى أوباما أيضا في ديسمبر الماضي أي علاقة له أو لمساعديه بالفضيحة وأكد أنه لم يبحث موضوع المقعد الشاغر مع بلاجوفيتش، مطالبا إياه بالاستقالة بعد فقدان الثقة به. ورغم تصريحات أوباما، إلا أن مراقبين شككوا في احتمال اقتناع كثير من الأمريكيين بها، ولذا فإنه لا خيار أمام أوباما سوى الإسراع بالتخلص من رام إيمانويل الذي كان أول من اختاره في إدارته لإرضاء إسرائيل واللوبي الصهيوني. وأخيرا، وقع بلاجوفيتش عقدا مليونيا لتأليف كتاب عن صعوده وسقوطه والجانب السيئ من الحياة السياسية. وكشف جلين سيلج المتحدث الإعلامي باسم بلاجوفيتش في بيان أن عضو الحزب الديمقراطي الذي انتخب مرتين «ينوي كشف الجانب السيئ من الحياة السياسية الذي شهده على مستوى الولاية والمستوى الوطني. وإنه لا ينوي توجيه أي ضربات وسيكشف عن معلومات ستكون محرجة لآخرين». ويرجح المراقبون أن الفضائح التي تلاحق أوباما لن تتوقف عند هذا الحد، فهناك توقعات بأن يقوم منافسوه الجمهوريون بالكشف عن المزيد منها سواء كانت حقيقية أو ملفقة لاستعادة السيطرة على البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة .