بكين 24 أغسطس 2008 انتهت المنافسات وبدأ الحفل وتم تسليم كل الميداليات ولكن تبقى الذكرى. ففي مراسم ختام مترفة تضيئها روعة الالعاب النارية، انضم كبار رياضي العالم لمضيفيهم الصينيين للاحتفال بنجاح الالعاب الاولمبية الصيفية ال 29 ليلة اليوم (الاحد). وعندما تم اطفاء الشعلة الاولمبية، بعد 16 يوما من الاشتعال في الاستاد الوطني أو عش الطيور، في شمال بكين، في الساعة 9:29 مساء اليوم (الاحد)، وتم اقامة احتفال من الاغاني والرقصات في الاستاد وتحولت المراسم إلى حفل كبير. بدأ حوالي 3000 مؤدي ومتطوع صيني، يحيط بهم عدة آلاف من الاولمبيين، جميعهم يرتدون ملابس غير رسمية وفي حالة من البهجة، رقص دائري رائع، حول "برج الذكريات" الذي يبلغ ارتفاعه 20 مترا ويشبه بابل الذي يصل إلى السماء. واشاد رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روج قائلا "أن هذه العاب استثنائية حقا"، قبل ان يعلن اختتام الالعاب أمام 91 ألف مشاهد، من بينهم الرئيس الصيني هو جين تاو الذي افتتح الالعاب في الثامن من أغسطس وعشرات الزعماء الاجانب ووجهاء العالم. قال رئيس اللجنة الاولمبية الدولية، الذي شكر الشعب الصيني و "المتطوعين المدهشين" ومنظمي الالعاب في خطاب الختام، "خلال هذه الالعاب، تعلم العالم المزيد عن الصين وتعلمت الصين المزيد عن العالم. " بدأت مراسم الختام التي استمرت ساعتين في الساعة الثامنة مساء وبالعاب نارية مدهشة تشكل دائرة ضخمة، رمز الكمال، والتناغم والخلود في الثقافة الصينية فوق عش الطيور. ووصلت المراسم إلى ذروتها عند انزال الشعلة بطريقة لطيفة بلمسة تذكارية: وأنزل ثلاثة رياضيين الشاحنة التي تحمل السلم مع اعلان الإذاعة الرحلة المتجهة إلى لندن ونظروا إلى الشعلة المقدسة على قمة الاستاد. واخرج احدهم وكشف عن لفيفة لصورة صينية رائعة بينما تغيرت حافة عش الطيور، الذي يبلغ طول شاشته 500 متر وعرضها 14 مترا، وعرضت المشاهد الرائعة والتذكارية للالعاب عليها يوم بعد يوم. خرجت الشعلة الاولمبية ببطئ بينما قام الرياضي بطي اللوحة مرة اخرى. ولكن في الوقت نفسه، تم اشعال "شعلة" جديدة في الاستاد، وحاكى 396 مؤديا "على برج الذكريات" النيران باجسادهم واشعل كل الجماهير اضواء الشعلة في اياديهم. قال ليو تشي، رئيس اللجنة المنظمة في بكين للالعاب الاولمبية ال 29 في المراسم، "ان نار عاطفة الشعب الصيني التي تحتضن العالم سوف تشتعل للأبد." وقال روج في وصفه لفترة الالعاب "إنها 16 يوما مجيدة سوف تسعدنا للأبد." وأضاف رئيس اللجنة الاولمبية الدولية ان العالم سوف "يتذكر طويلا" الانجازات في بكين من "النجوم الجديدة" و"النجوم من الدورات السابقة ". وتعد هذه الالعاب الأكثر مشاهدة في التاريخ، بما يقدر ب 4.5 مليار مشاهد عبر التلفزيون والانترنت، ومن المؤكد ان الالعاب الاولمبية في بكين سيتم تذكرها ، بالتاريخ الذي تحقق، والارقام القياسية التي تحطمت، والاحلام التي تحققت، ودموع الفرح او الحزن التي أذرفت. جذبت الالعاب أكبر عدد من المشاركين -- من 204 دولة ومنطقة وهو رقم قياسي -- بينما تم تسجيل أقل فضائح تعاطي المنشطات، مع ضبط ستة رياضيين فقط، لم يحصل احد منهم على ميدالية ذهبية، وفشلوا في اجتياز الإختبارات العشوائية التى اجريت بعد المنافسات حتى الآن وعددها 4500. شهدت هذه الالعاب صعود آسيا ممثلة في الصين، بما تحمله الدولة المضيفة للدورة لرياضييها من مزايا، على رأس جدول الميداليات الذهبية برقم قياسي بلغ 51 ذهبية بزيادة 15 ذهبية عن المركز الثاني التي شغلته الولاياتالمتحدة، واحتفلت منغوليا والبحرين بأول ميدالية أولمبية ذهبية لهما بفرحة عارمة. كما تذوقت كل من افغانستان التي مزقتها الحرب، والسودان أول مجد أولمبي لهما في بكين، بأول برونزية تاريخية في التايكوندو وفضية فى العاب القوى على التوالي. وقد تحطمت الارقام القياسية مثل الدومينو في هذه الالعاب، مع اعتبار الجامايكي بولت "البرق" اسرع رجل في العالم في سباقي 100 و 200 مترا في عش الطيور، وتم تحطيم 19 رقما عالميا و 41 رقما اولمبيا في حمام السباحة في المركز الوطني للرياضات المائية أو المكعب المائي بمفرده. "أمنح بكين الفرصة، وسوف تجني مفاجأة سارة !" هذا ما قالته بكين للعالم في بداية عرضها استضافة الالعاب الاولمبية لأول مرة قبل 15 عاما. وبينما يكون العالم قد نسي هذا الشعار بعد هزيمة بكين لصالح سيدني بهامش ضئيل قدره صوتان في مونت كارلو عام 1993، فان الصينيين لم يهزموا، وحافظوا على كلمتهم. صور من اختتام دورة بكين للالعاب الالومبيه: