لم تبق كارثة جدة ل «الجدة حنين» ذات ال80 عاماً سوى «جزء عم من المصحف الشريف»، بعد أن اجتاح السيل منزلها بما فيه، وآلة مهنتها الأزلية وهي «الغزل» وتصنيع المفارش القديمة. تقول حنين ل «الحياة»: «لم يبق لي سوى هذا الجزء من المصحف، داخل هذه الشقق المفروشة التي منحت لنا بعد الضرر الذي حدث لنا من السيول»، إذ خصصت وقتها في قراءة القرآن بعد فقدانها لمقتنياتها القديمة. لم تتوقع «حنين» أن يأتي يوم تفقد فيه كل ما ملكته طوال السنوات التي قضتها في الدنيا بسبب السيول التي داهمت محافظة جدة الأسبوع الماضي. تؤكد أن السيول لم تبق لها سوى «جزء عم» وهو ما تحتفظ به من القرآن الكريم بعد دخولها لحلقة التحفيظ، مشيرة إلى أن المنزل الذي تسكن فيه تعرض إلى الدمار بفعل كارثة سيول الأسبوع الماضي. وتضيف: «كنت أسد حاجتي بالضمان الاجتماعي لكنه لا يفي بحاجاتي، خصوصاً وأن لدي ابناً يعاني أمراضاً نفسية، إضافة إلى إيجار المنزل الذي نسكن فيه». وأوضحت أن مخصصاتها من «الضمان الاجتماعي» لا تتجاوز 700 ريال شهرياً، وأجرة المنزل 550 ريالاً، ولا يبقى لها إلا 150 ريالاً، الأمر الذي جعلها تعيش أوضاعاً صعبة، خصوصاً بعد أن دمرت السيول المنزل وكل ما يحتويه من ممتلكات. وأشارت إلى أنها كادت تغرق في السيل لكن أشخاصاً ساعدوها، كون سنها لم يساعدها على الخروج من المنزل أثناء دخول المياه إلى الغرفة التي كانت تنام فيها.