تشهد منطقة الباحة حاليا أزمة مياه خانقة لم يحدث لها مثيل منذ عشرين عاما نتيجة قلة سقوط الأمطار التى تعتمد عليها المنطقة بالدرجة الأولى في جلب المياه من الآبار والسدود ومحدودية ضخ المياه من التحلية في الشعيبة بمكة المكرمة. ووصلت أسعار الوايتات في السوق السوداء إلى 500 ريال من مياه الآبار التي لا يعرف مصادرها رغم قرار وزير المياه الأخير بزيادة خمسة آلاف متر مكعب من مياه الشعيبة المحلاة للباحة. وأعرب عدد من المواطنين عن استيائهم الشديد من الوضع المتدهور للمياه في المنطقة محملين وزارة المياه مسؤولية ما يحدث لعدم توفير الكميات المناسبة للمياه أسوة بمناطق المملكة الأخرى. يقول عبدالله سعيد الغامدي والذي وجدته «المدينة» ينتظر الحصول على وايت من 10 أيام في موقع منهل بشير بالباحة: أتيت إلى هنا منذ عشرة أيام وبصعوبة استطعت ان أسجل (وايت) بعد أن أحضرت دفتر العائلة ووعدوني بعد عشرة ايام نظرا للازدحام الشديد. ووصلت قائمة الانتظار إلى أكثر من 1500 طلب. وطالب بزيادة كمية الضخ لأن الخمسة آلاف متر مكعب الاضافية من المياه لاتكفي شيئا. واستغرب الغامدي وجود أنبوبين للضخ فقط فيما الأنبوب الثالث مخصص للجهات الحكومية. متسائلا في الوقت نفسه عن أهمية احتياج الماء للجهات الحكومية ومقارنة ذلك بما يحتاجه المواطن في بيته. ويضيف صالح سفر الغامدي: كنا نحصل على وايت الماء في ثوان معدودة والآن عليك الانتظار ما يقارب عشرة أيام ولابد من وجودك كي تحصل على الوايت. وفي هذه الحالة نضطر أن نشتري الوايت من السوق السوداء بقيمة خمسمائة ريال وليس هناك مشكلة إذا كان الإنسان مقتدرا، لكن ما بالكم بمن راتبه لا يتجاوز الألفي ريال. أيصرفه على المياه أم على الكهرباء أم على أسرته؟ وأضاف: لا بد من وضع حل لهذه الأزمة إما بتحلية مباشرة او زيادة الضخ إلى 30 ألف متر مكعب لتغطية العجز القائم. ويقول غرم الله سعيد الزهراني: نحن نتساءل عن تصريح وزير المياه عند زيارته للباحة قبل عدة أشهر عندما طمأن سمو أمير المنطقة وسمو وكيل الإمارة والمواطنين بأن مشكلة المياه في الباحة أصبحت شيئا من الماضي مدعيا أن الضخ سيصل إلى 40 ألف متر مكعب. واضاف نريد أن نعرف صحة هذه التصريحات وصدقها. وهل هى للاستهلاك الإعلامي أم ماذا؟ ويقول عبدالرحمن صالح سعيد: جفت الآبار وتصحرت الأشجار ووزارة المياه لم تحرك ساكنا. الشيب في الباحة لايفتح سوى ثماني ساعات وكأنه دوام رسمي. وعلى من يحتاج المياه أن يترك أعماله الرسمية ويقف في الطوابير ووصف الوضع في المنطقة بأنه محزن للغاية والأمر يحتاج إلى خطوات ناجعة. أما زيادة خمسة آلاف متر مكعب من المياه فهي لا تكفي أبدا. فالمياه في سد العقيق وهو المصدر الرئيس للمنطقة جفت وفي سد ثراد الجديد الذي بدأ تشغيله قبل ثلاثة أشهر بدأت المياه في النقص الشديد. وطالب بزيادة الضخ إلى 20 ألف متر مكعب وليس خمسة آلاف متر. من جانبه أوضح مدير عام المياه في المنطقة بالنيابة عبدالرحمن بن حمدان العويدي أن وزير المياه والكهرباء وجه بزيادة ضخ المياه لمنطقة الباحة من خمسة آلاف مكعب إلى 10 آلاف متر. مشيرا إلى أن هذه الزيادة تأتي تعويضا عن نقص المياه في سد وادي العقيق الذي يعتبر المصدر الرئيس لجلب المياه للباحة. وقد قامت المياه بحسب حديث المهندس سالم الغامدي مدير التشغيل والصيانة في إدارة المياه بمنطقة «للمدينة» بتنظيف سد العقيق وإعادة تشغيله حيث يضخ 2000م مكعب حاليا فيما يضخ سد ثراد 6000م مكعب ويضخ عردة 4600م مكعب. واشار أنه الزيادة الحالية من محطة الشعيبة لسد العجز القائم حاليا.