قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في تصريحات نشرت يوم أمس الاربعاء ان إيران "خالفت القانون" بعدم اعلانها عن بناء مفاعل ثان لتخصيب اليورانيوم عند بدء بنائه. وأضاف البرادعي متحدثا لتلفزيون سي ان ان-اي بي ان الهندي إن "إيران خالفت القانون بانتهاكها قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تقضي بإبلاغ الوكالة في موعد أقرب". وقال في نص نشره موقع التلفزيون على الانترنت إنه "كان من المفترض ان تبلغنا إيران في اليوم الذي قررت فيه بناء المنشأة. ولم يفعل (الإيرانيون) ذلك". وتأتي تصريحاته قبل يوم من محادثات حاسمة مع إيران في جنيف وسط تزايد المخاوف بشان برنامجها النووي، في الوقت الذي يسعى قادة العالم إلى الحصول على ضمانات بأن خطط طهران النووية سلمية. وسيجري مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا محادثات في جنيف مع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي وعدد من كبار المسؤولين من بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة. وقال مسؤول البرنامج النووي الإيراني علي اكبر صالحي انه مستعد لمناقشة المخاوف بشان المفاعل النووي الإيراني الثاني، الا انه استبعد تجميد عمليات التخصيب. وقال البرادعي أثناء زيارة الى نيودلهي، إن صالحي أبلغه أن استكمال المفاعل لا يزال يتطلب الكثير من العمل وأن المفاعل "ليس جاهزا سوى في ما يتعلق بالكابلات والبناء". إلا أن البرادعي وصف عدم إعلان إيران عن المنشاة الجديدة بانه "انتكاسة لمبدأ الشفافية" وأكد على وجوب السماح للمفتشين الدوليين بزيارة الموقع بالسرعة الممكنة لتقييم ما اذا كان لاغراض سلمية. توبيخ لبان كي مون على صعيد متصل، وبخت إيران الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون لانتقاده كشفها منشأة نووية جديدة قائلة إنه يكرر اتهامات غربية "لا أساس لها" وكان ينبغي له انتظار آراء خبراء المنظمة الدولية. وذكر مكتب بان الصحفي أن الأمين العام عبر عن "قلق عميق" بشأن منشأة لتخصيب اليورانيوم يجري بناؤها جنوبي العاصمة الإيرانية وذلك أثناء لقائه يوم الجمعة بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وجاء رأيه ترديدا لآراء الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقالت بعثة إيران لدى الاممالمتحدة في بيان وزعته على وسائل الاعلام يوم الثلاثاء أن أحمدي نجاد رد بلغة مماثلة قائلا إن بان استبق رأي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي الهيئة المعنية بالشؤون النووية في الأممالمتحدة. وجاء في البيان "أحمدي نجاد قال إنه مما يبعث على القلق البالغ أن الأمين العام للأمم المتحدة اثر تكرار نفس المزاعم التي ترددها قوى غربية قليلة بدلا من انتظار رأي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصفتها جهة الاختصاص." واتهمت القوى الغربيةطهران باخفاء المحطة النووية الى ان كانت على وشك اكتشاف أمرها وكررت قلقها من ان اليورانيوم المخصب سيستخدم في صنع اسلحة نووية. وتقول إيران انها تهدف لانتاج الكهرباء فقط. وذكر البيان ان احمدي نجاد سبق له رفض "مزاعم بلا أساس عن الإخفاء" وقال إن إيران ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمحطة قبل عام من الموعد الذي يتعين عليها أن تفعل هذا بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. وأدلى أحمدي نجاد بتصريحات مماثلة في مؤتمر صحفي في نيويورك يوم الجمعة. وقال البيان "إيران تصرفت بأقصى درجات الشفافية في هذا الخصوص ويجب تشجيعها على فعل ذلك بدلا من انتقادها من دون وجه حق." وسئل بان في مؤتمر صحفي عن الانتقادات الإيرانية فكرر رأيه بان المنشأة الإيرانية تنتهك قرارات مجلس الامن التي تدعو طهران لوقف التخصيب. وتقول إيران ان لها الحق في ان تفعل ذلك. وقال بان "اعرف ان ..(الإيرانيين) احاطوا الوكالة الدولية للطاقة الذرية علما بشأن وجود هذه (منشأة التخصيب) في 21 سبتمبر (ايلول) لكن ماذا حدث قبل 21 سبتمبر حين كانت هذه المنشأة قيد الانشاء.." واضاف قائلا "وبالتالي هناك سؤال واضح بشأن الشفافية" مضيفا ان طهران كان يجب ان تبلغ الوكالة التابعة للامم المتحدة "قبل ذلك بفترة طويلة".