أكدت إيران أمس الثلاثاء أنها لن تعلق برنامج تخصيب اليورانيوم لانه حق "سيادي" لها، ولمحت إلى أنها قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا فشلت المحادثات المرتقبة مع مجموعة الدول (5+1). في المقابل تواصلت ردود الفعل الدولية حيال إعلان إيران تشييدها محطة نووية جديدة، حيث أعلنت واشنطن أنها ستثير قضية تخصيب اليورانيوم في محادثات جنيف التي ستعقد الخميس "شاء الايرانيون او ابوا هذا الامر". حقوق سيادية وقبل يومين من محادثات جنيف المصيرية بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، قال مسؤول البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي الثلاثاء ان ايران "لن تتاجر بحقوقها السيادية"، مضيفا "اذا كان من حقوقنا ان نخصب اليورانيوم ونحوله لصنع الوقود، فسنفعل ذلك. لن نعلق هذا البرنامج لانه حق سياي لنا"ن مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بلاده ستبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة بجدول زمني لتفتيش المنشأة الإيرانية للتخصيب التي أعلن عنها مؤخرا. وقال صالحي ان طهران على اتصال دائم بوكالة الطاقة "نعم سيأتي المفتشون ويفتشون، ونعمل على وضع جدول زمني للتفتيش وسنكتب خطابا قريبا لهم حول موقع المنشأة وغيرها من المعلومات." واضاف صالحي ان المفاعل الجديد يهدف الى ضمان استمرار نشاطات ايران النووية. واستطرد قائلا "هذا مفاعل احتياطي. ويهدف الى اظهار تصميمنا على اننا وتحت اي ظرف لن نوقف برنامجنا النووي". وأشار ان بلاده شيدت المنشأة الجديدة في جبل بالقرب من قاعدة عسكرية على الطريق السريع بين مدينة قم وطهران لحمايته من اي هجوم جوي. وأضاف انه "تم اختيار الموقع عن قصد في مكان يكون محميا من اي جوم جوي. والموقع قريب من قاعدة عسكرية، وقد نصب الجيش بالفعل انظمة دفاع فعالة". رغبة في نجاح المفاوضات وقد عبّرت طهران الثلاثاء عن رغبتها في ان تكون المحادثات مع القوى الدولية الست في جنيف بعد غد الخميس ناجحة. وقال على اكبر جوانفكر المستشار الصحفي للرئيس الايراني محمود لاحمدي نجاد "محادثات جنيف فرصة ذهبية وفريدة للحكومة الامريكية". واضاف "هذه المحادثات بين ايران والقوى الدولية يمكن ان تفتح نافذة جديدة للتفاهم والتعاون القائمين على العدالة والسلام لكل من الطرفين". وأكد أيضا أن الغرب عليه تغيير أسلوبه تجاه الجمهورية الاسلامية. وتخشى الدول الغربية أن تكون ايران تصنع قنابل نووية وهي مزاعم تنفيها طهران. وقال جوانفكر "هذه المحادثات اختبار دقيق لاثبات صدق الغرب والتزامه تجاه التغيير... بعد هذه المحادثات ستكون الكرة في ملعب الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة". البرلمان: سننسحب وفي تطور لافت، قال نائب في مجلس الشورى الإسلامي في إيران (البرلمان) يوم الثلاثاء ان المجلس قد يدافع عن انسحاب ايران من معاهدة حظر الانتشار النووي اذا فشلت المحادثات مع القوى الكبرى واستمرت الولاياتالمتحدة في ممارسة الضغط على طهران. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية عن محمد كاراميراد عضو البرلمان قوله "اذا واصل الصهاينة وامريكا ضغطهم على ايران واذا لم تصل المحادثات مع /القوى الست/ الى نتيجة فان البرلمان سيتخذ موقفا واضحا وشفافا مثل انسحاب ايران من معاهدة حظر الانتشار النووي". وكاراميراد عضو محافظ بلجنة السياسة الخارجية والامن القومي بالبرلمان الايراني. ردود فعل دولية على صعيد ردود الفعل الدولية، شددت واشنطن الثلاثاء على إنها ستثير قضية تخصيب اليورانيوم مع ايران في جنيف، "شاء الايرانيون او ابوا هذا الامر". وقال روبرت غيبس المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما "قد لا يقوم (الايرانيون) بذلك، لكننا سنقوم به". وكان يشير الى رفض الحكومة الايرانية مناقشة موضوع تخصيب اليورانيوم حين سيلتقي ممثلوها نظراءهم في الدول الست الكبرى، وبينها الولاياتالمتحدة، الخميس في جنيف. روسيا: ليست مبرر للعقوبات أما روسيا فقد أعلنت أن التجارب الصاروخية الإيرانية الأخيرة ليست مبررا لتشديد العقوبات عليها. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله ان التجارب الصاروخية التي أجرتها ايران يجب ألا تستخدم كحجة اضافية لفرض عقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي. وتابع "أعتقد... ليس هناك مبرر لاستخدام هذه الحقيقة لتصعيد نقاشات خاصة بفرض عقوبات". وقال ان المقترحات التي قدمتها ايران للقوى الغربية الست "توفر مجالا واسعا للحوار". الصين تتوقع وتوقعت الصين الثلاثاء ان تحقق محادثات جنيف تقدما. ونقلت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية جيانغ يو قولها "نأمل من كل الاطراف المشاركة في هذا الاجتماع ان تكثف من جهودها الدبلوماسية وان تدفع هذه المحادثات نحو نتائج ايجابية". واوضحت الدبلوماسية الصينية "ان حل ازمة الملف النووي الايراني بصورة مقبولة سيخدم مصالح جميع الدول المشاركة في هذا الاجتماع ونحن نعتقد ان على جميع الاطراف المعنية بذل المزيد من الجهود لحل الازمة او على الاقل تخفيف حدتها وليس العكس". مون: التزام الشفافية من جانبه حض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء ايران على احترام قرارات مجلس الامن الدولي المتصلة ببرنامجها النووي، وخصوصا عبر التزام الشفافية في موضوع مصنعها الثاني لتخصيب اليورانيوم الذي كشف امره اخيرا. وقال بان خلال مؤتمر صحافي قبيل لقائه وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي انه "يعود الى ايران ان تثبت" ان برنامجها النووي لا ينطوي على بعد عسكري. واضاف انه دافع عن موقفه هذا امام الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال لقائهما الاسبوع الفائت على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة. واكد بان انه دعا الرئيس الايراني الى فتح المصنع الثاني لتخصيب اليورانيوم في بلاده والذي كشف امره اخيرا، "امام عمليات تفتيش سريعة وتامة، والى العمل في شكل بناء خلال المفاوضات" حول البرنامج النووي الايراني. وتتجه الانظار الخميس الى اجتماع في جنيف يجمع ممثلي الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني ونظراءهم الايرانيين. وهي اول مفاوضات تعقد مع الجمهورية الاسلامية منذ 14 شهرا. سولانا: ليس سهلا إلا أن الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا، حذر الثلاثاء من انه لن يكون من السهل الحصول من ايران على ضمانات بشان الطابع السلمي لبرنامجها النووي وذلك قبل يومين من اجتماع جنيف الحاسم بشان هذا الملف. وقال سولانا على هامش اجتماع وزراء الدفاع الاوروبيين في السويد "ما نريد الحصول عليه هو ضمانات من طهران بالهدف السلمي لبرنامجها النووي. حتى الان لم نحصل على ذلك ولا اعتقد انه سيكون بالامر السهل". اسرائيل تتسلم غواصتين في إطار آخر كشف مصدر عسكري اسرائيلي يوم الثلاثاء ان غواصتين من طراز "دولفين" سلمتا مؤخرا الى البحرية الاسرائيلية. وقال ناطق عسكري اسرائيلي قوله "تسلمنا غواصتين من نوع دولفين مصنوعتين في أحواض السفن الألمانية". وأصبحت اسرائيل تملك بذلك خمس من هذه الغواصات المتطورة "يو 212" التي يبلغ شعاع عملها 4500 كلم . وقالت وسائل الاعلام الاجنبية انها قادرة على اطلاق صواريخ برأس نووي. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن واحدة من هذه الغواصات الاسرائيلية "تتمركز بشكل دائم في الخليج والثانية في المتوسط والثالثة قبالة سواحل الدولة العبرية". فرقاطة إيرانية في مقابل ذلك أعلنت إيران يوم الثلاثاء أنها أدخلت إلى الخدمة فرقاطة متطورة من صنع محلي، وقالت إن الفرقاطة "سينا" الحديثة القاذفة للصواريخ، مجهزة بأكثر من 100 نظام راداري وصاروخي ومدفعي. وقالت وكالة مهر للأنباء أن الفرقاطة "سينا" التي جرى تنفيذ جميع مراحل تصميمها وصناعتها على أيدي اختصاصيين إيرانيين، وتملك قدرة عالية على تحمل الأمواج العاتية والحفاظ على توازنها. كما تتمتع الفرقاطة بقابلية الرد السريع على أي هجوم الكتروني مضاد، بالإضافة الى امتلاكها منظومات متطورة للأنواء الجوية وتوجيه الكثافة النارية.