قديما قالوا “يعرف البيت من بابه، ويعرف الخطاب من عنوانه”، فقديما كانت أبواب البيوت هي وسيلة توحي بالوظيفة العامة للمبنى والحالة الاقتصادية التي يتمتع بها صاحبه، ويتضح ذلك في أبواب المباني العائدة للعوائل المقتدرة أو الميسورة، حيث نجد التميز واضحا في نمط الباب وما يحمله من نقوش وزخارف، تقابله بساطة شديدة في أبواب البيوت الفقيرة، فهي مجرد ألواح خشبية مرصوصة بجانب بعضها، كما يمثل الباب أحد عناصر البنية الاساسية في التكوين المعماري والجمالي في المبنى التقليدي، وجزءا حيويا ضمن منظومته المتكاملة. ففي تلك الأبواب كان يؤكد الحرفي الشعبي جوانب خبرته، بالاضافة الى الفطنة والموازنة بين المنفعة والجمال، من خلال المسميات المختلفة التي أطلقت على الابواب المعروفة. في البداية يقول غازي علي: يتألف الباب المسماري من مصراعين، يكون أحدهما شبه ثابت في اطار الباب، وهو في الغالب المصراع الذي يقع على يسار الداخل، والذي يوجد به «خشم» أو «أنف» الباب، ويعمل على تثبيت المصراع. ويقول سعد حاثي ان اطار الباب يصنع من خشب الاثل، وهو في ابسط اشكاله عبارة عن 4 أضلاع تحيط بالباب وتحمله بواسطة «المدور» في الضلع العلوي لذلك كان اطار الباب يسمى «محمل»، إلا أن الاسم المتعارف عليه لدى غالبية النجارين والذي يبين جانب الاحتكاك والارتباط بثقافات اخرى حتى في المسميات ويحمل اطار الباب مجموعة من النقوش التي تتناسب مع نقوش الباب، وثمة شبه اتفاق بين النجارين على مجموعة من الاشكال التي تزين اطار الباب وهي على شكل اشرطة متوازية تفصل بينها خطوط مستقيمة. ويقول النجار سعد الغامدي: للباب خشم وله وانواع ومسميات مختلفة، خصوصا لدى النجارين الذين اطلقوا اسماء معينة تعتمد على نوع وطريقة النقوش التي يحتويها خشم الباب ويعتبر خشم الباب بمثابة الجرس في الوقت الحاضر. ويشير عالي الزهراني إلى ان الأبواب الخارجية والداخلية والشبابيك مصنوعة من أنواع قوية من أجود الأخشاب ويوجد على الباب الخارجي الجرس القديم وهو عبارة عن حديدة معلقة يطرق بها الباب توضع تحتها قطعة حديدية أخرى لتصدر صوتا قويا لمن في الداخل. ويقول مساعد الحسني المنازل القديمة كما ترى لا تزال قائمة في هذه القرى بأجمل ما يكون وعلى أحسن حال ويعود عمر بعضها الى مئات السنين وأغلب الابواب من الأخشاب القوية ومزينة بالنقوش الجميلة وهذه الألوان الأخاذة. وحول صناعة الابواب يقول الحرفي والممتهن في صناعة الاعمال التراثية صالح الزهراني ان النجارين يصنعون الابواب ويتميزون بالزخارف والألوان وصفة المسامير ونوعية الخشب والنقوش الجميلة التي عملت بغاية الدقة مثل النقش على حلقة الباب الحديدية الواقعة بمنتصف الباب. والتي تساعد على طرق الباب قبل ان يكتشف الجرس الكهربائي. ويضيف الزهراني بانه يوضع قفل ومطارق و«مسكات» من النحاس لطرق الباب على شكل كف اليد أو على شكل دائري مثل «السوار» كما يستعمل لجميع الغرف وهو جرس للاستئذان .