يسعى فاعلو خير بمباركة من لجنة إصلاح ذات البين في منطقة مكةالمكرمة لإقناع أسرة سعودية بالتنازل عن قاتل ابنهم، الذي صدر بحقه حكم شرعي بقتله قصاصا. وينتظر الجاني تنفيذ حكم القصاص بعد 7 أشهر إن لم تنجح المساعي. وكان أولياء الدم قد وافقوا مبدئيا على التنازل مقابل دفع دية قدرها 15 مليون ريال تم تخفيضها إلى 10 ملايين ريال. ووعد رئيس لجنة إصلاح ذات البين في منطقة مكةالمكرمة الدكتور ناصر الزهراني في تصريح ل"الوطن" ببذل كافة الجهود لتحقيق العفو في هذه القضية بإذن الله، مؤكدا أن موافقة أولياء الدم على التنازل مبدئيا بغض النظر عن شروطهم تفتح أبواب الأمل لتحقيق العفو لوجه الله. وأشار الزهراني إلى أن اللجنة حتى وإن كانت المبالغ المطلوبة كبيرة، فإنها تستمر في التفاوض. وقال إن هناك مبدأ وهو أن من يقبل بالعفو لوجه الله من السهولة مناقشته في أي أمر آخر، مؤكدا أن اللجنة ضد أي مبالغات في الديات. وأكد أن مثل هذه المبالغات لا يتم تسجيلها في اللجنة، ولكن تقوم اللجنة بالنصح والمحاولة والتوفيق من الله خاصة أن هناك حالات استطاعت اللجنة أن تحقق العفو فيها بعد أن هدى الله أولياء الدم إلى الصواب والعفو لوجه الله وابتغاء الأجر وأخذ دية معقولة يستطيع أهل الجاني بمساعدة أهل الخير توفيرها. وكانت أسرة الشاب الجاني أحمد السفياني قد ذكرت ل"الوطن" أن أولياء الدم وافقوا على التنازل، ولكن مقابل مبالغ مالية باهظة. وذكرت والدة الشاب الجاني أن أولياء الدم اشترطوا 15 مليون ريال للتنازل، وبعد وساطة فاعلي الخير تم تخفيض المبلغ إلى 10 ملايين ريال. وقالت إن أسرة الشاب عاجزة عن توفير هذا المبلغ، ولم تتمكن إلا من جمع نصف مليون ريال فقط، تبرع بها فاعل خير، مؤكدة أن الأسرة تعيش على مساعدة الضمان الاجتماعي التي لا تتجاوز 2500 ريال. وأعربت عن أملها في أن يتم تخفيض المبلغ إلى حد معقول أو التنازل لوجه الله الكريم ابتغاء للأجر. يذكر أن قصة الشاب أحمد السفياني- كما روتها والدته- تعود إلى ما قبل 5 سنوات، عندما حدثت مشادة كلامية بين الشاب ومجموعة من الشباب في حي المثناة، أسفرت عن قيامه بطعن القتيل مما أدى إلى وفاته. وذكرت والدته أن ابنها عندما وقعت الحادثة لم يتجاوز عمره السابعة عشرة، وقد أكمل دراسته الثانوية في السجن.