على عكس المتوقع، من أن تثير قضية المهندس الأمريكي بن عامي كاديش الذي اعتقلته السلطات في ولاية نيوجرزي الأمريكية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل ضجة كبيرة وخلافات بين واشنطن وحليفتها المدللة. قالت صحيفة "يديعوت إحرونوت" العبرية إن الإدارة الأميركية تسعى بكل جهد للتقليل من قوة هذه القضية خاصة مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى إسرائيل منتصف مايو/ أيار المقبل. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية توم كيسي قوله: إن نشاطات كهذه سواء وقعت في الماضي أو الحاضر ليست ما نتوقعه من صديق وحليف. وسنتوقع أن إسرائيل ليست منخرطة في نشاطات من هذا القبيل في إشارة إلى التجسس. وأضاف المسؤول الأميركي أن اعتقال كاديش ليس له أي تهديد على الأمن الأميركي وأن واشنطن ستناقش القضية مع الإسرائيليين، موضحا أنه بحسب القانون الأميركي فإن بلاده لا تقبل أن ينقل أي شخص تلك المعلومات الحساسة بطريقة غير شرعية حتى لو كانت إلى صديق جيد أو حلفاء مثل إسرائيل. أولمرت يأمر بالتحقيق وعقب الكشف عن القضية أعرب مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة الاسرائيلية عن قلهم من ان اعتقال مهندس الميكانيكي السابق للاشتباه في تسريبه لوثائق سرية حول اسلحة نووية الى موظف في القنصلية الاسرائيلية قد يؤثر سلبا على العلاقات بين واشنطن وحليفتها. مما دفع رئيس الوزوراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بغصدار اوامره الى موظفيه بالتحقيق في تفاصيل القضية، وتحديد ما اذا كان المهندس بن- عامي كادش قد اجرى اي اتصال بمسؤول اسرائيلي. ولكن في الوقت الراهن، فان الخط الحكومي الرسمي هو انه لا وجود لصلة كهذه. واحال مكتب رئيس الوزراء الاسئلة حول القضية الى وزارة الخارجية، وقال الناطق باسم الخارجية الاسرائيلية ارييه ميكيل: "نحن لا نعرف شيئا عن ذلك، وليس لدينا ما نقوله". وكانت محكمة اميركية في مانهاتن وجهت الى كادش اربع تهم بالتواطؤ من بينها تسريب وثائق قومية سرية اميركية لاسرائيل وانه تصرف كعميل للحكومة الاسرائيلية. وستطلع الولاياتالمتحدة اسرائيل على المستجدات حول اعتقال كادش. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كيسي: "قبل اربع وعشرين عاما قلنا ان هذا ليس نوع السلوك الذي نتوقعه من اصدقائنا وحلفائنا"، مضيفا ان الامر لا يختلف اليوم . شكوك حول توقيت الكشف من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن مسؤولين في الوزارة اعتقادهم بأن قضية كاديش ستقلل بشكل كبير من احتمال ضمان العفو عن الجاسوس جوناثان بولارد المواطن الأميركي المتهم هو الآخر بالتجسس لصالح الدولة العبرية. وبحسب وزير شؤون المتقاعدين رافي إيتان فإن المسؤولين الفدراليي ومسؤولي الدفاع الأميركيين قلقون من أن يصدر بوش عفوا عن بولارد خلال الأيام الأخيرة من رئاسته لذلك قرروا إلقاء القبض على كاديش بعد مرور فترة طويلة على جريمته. كاديش والانتخابات الأميركية في السياق ذاته اعتبرت صحيفة جيروسالم بوست أن قضية كاديش قد تسفر عن توتر خطير في العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب وواشنطن، وقالت الصحيفة إن الكشف عن القضية يثير عدة تساؤلات كما أن توقيتها ولد قلقا لدى المسؤولين الإسرائيليين. فقد نقلت جيروسالم بوست عن زلمان شوفال السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن قوله:" إن المضمون ليس أهم شيء في القضية لأن توقيت الكشف عنها مهم أيضا، مضيفا "إذا كانت القضية قديمة لماذا الكشف عنها الآن". من جهته، اعتبر عضو الكنيسيت الإسرائيلي أوتنيل شنيلر أن التشكيك في وفاء الأقلية اليهودية في الولاياتالمتحدة كله جزء من السباق إلى البيت الأبيض. جدير بالذكر أن الحكومة الإسرائيلية لم تصدر أي تعليق رسمي حول القضية، حيث قال المتحدث باسم الخارجية أرييه ميكال إن إسرائيل لا تعرف شيئا عن القضية التي سمعت عنها في وسائل الإعلام.