أكد محمد بن عبدالله بري القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في الهند عدم وجود ضحايا أو مصابين سعوديين (حتى الساعة الثالثة بتوقيت الهند) جراء الهجمات الإرهابية التي تشهدها مومباي حاليا. وكشف بري في اتصال هاتفي مع «المدينة» أمس عن إخلاء 3 دبلوماسيين سعوديين يعملون في القنصلية العامة في مومباي، وأحد ابنائهم، بعد ساعة ونصف من بدء التفجيرات أمس الأول، وأنهم بخير ولم يتعرضوا لأذى. وأضاف “تم إخلاء 3 سعوديين آخرين أمس من فندق تاج محل وقامت القنصلية السعودية في مومباي بأخذهم الى أحد الفنادق البعيدة عن مسرح العمليات، وتم تقديم الخدمات اللازمة لهم، وهم: عبدالرحمن السحباني ومتعب الدوسري ويوسف الجريد. وتابع قائلا “مازلنا نواصل الاتصال مع 4 مواطنين آخرين محتجزين في غرفهم 3 منهم بفندق تاج محل وآخر بفندق اوبروي، وهم بخير وقد تم إبلاغ الخارجية الهندية وغرفة العمليات بأسمائهم وأرقام غرفهم، لإخلائهم”. من جهته، أوضح قنصل المملكة في مومباي عبدالله العيسى أن غالبية السعوديين المتواجدين في مومباي لغرض التجارة أو العلاج، يقيمون في فنادق فئة 3 و 4 نجوم، وهي غير مستهدفة، نظراً لوجود غالبية الأجانب المستهدفين في فنادق ال 5 نجوم. وفيما اعلن مسؤولون هنود امس ان عناصر الشرطة وقوات النخبة الهندية قتلت جميع «الارهابيين» الذين كانوا في فندق تاج محل في بومباي، اكد رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ أن المسؤولين عن الهجمات التي شهدتها مومباي مقرهم «خارج البلاد»، وحذر «الدول المجاورة» من دفع الثمن إذا لم تتخذ اجراءات لوقف الجماعات المناوئة للهند على اراضيها. وفي كلمة متلفزة الى الامة دعا سينغ كذلك الى «الهدوء والتوافق» في اعقاب الهجمات التي خلفت فى حصيلة جديدة 119 قتيلا و أكثر من 315 جريحا و لقي 14 من رجال الشرطة بينهم أربعة من كبار الضباط حتفهم في المواجهات مع منفذي الهجمات . من جهتها أعلنت جماعة ديكان مجاهدين غير المعروفة على نطاق واسع المسؤولية عن الهجمات. وقال متشدد متحصن داخل فندق اوبروي للتلفزيون الهندي إن سبعة مهاجمين هو واحد منهم يحتجزون رهائن داخل الفندق الفاخر. وقال الرجل الذي عرف نفسه باسم سعد الله للتلفزيون «سبعة منا داخل فندق اوبروي. ونحن نريد اطلاق سراح كل المجاهدين المحبوسين في الهند ولن نفرج عن الناس الا بعد ان يتحقق ذلك. وأضاف بقوله «أفرجوا عن كل المجاهدين. المسلمون الذين يعيشون في الهند يجب ألا يضطهدوا». وكان منموهان سينغ قال إن «الهجمات تم التخطيط لها وتنفيذها بدقة، وربما بمساعدة من الخارج، وتهدف الى بث الذعر عن طريق اختيار اهداف مميزة وقتل الاجانب بشكل عشوائي». واضاف «من الواضح ان الجماعة التي نفذت هذه الهجمات مقرها خارج البلاد وجاءت وهي مصممة تصميما تاما على اشاعة الفوضى في العاصمة التجارية لبلادنا». وتابع «سنفهم جيراننا اننا لن نتسامح مع استخدام اراضيهم لشن هجمات ضدنا، وأن عدم اتخاذهم الاجراءات المناسبة سيكون له ثمن». وكانت الهند قد اتهمت جارتها باكستان مرارا بدعم مسلحين اسلاميين ينشطون في الهند، رغم ان سينغ لم يذكر باكستان بالاسم. ودعا سينغ الشعب الهندي الى «المحافظة على السلام والتوافق»، وقال «وسط هذه الماساة أدعو الشعب الى الحفاظ على السلام والتوافق حتى لا ينجح اعداء بلادنا في تنفيذ مخططاتهم الشائنة». وأضاف «لقد وضعنا كافة السلطات المعنية في حالة تأهب وسنتعامل بشدة مع أية محاولات للاخلال بالنظام العام. وأنا واثق من أن الشعب الهندي سيتحد في وجه هذا التحدي الخطير الذي يتعرض له امن امتنا ووحدتنا».كما تعهد باتخاذ «أشد الاجراءات الممكنة لضمان عدم تكرار مثل هذه العمليات الارهابية». وأشار الى انه «سيتم تشديد القوانين الموجودة لضمان عدم وجود ثغرات تمكن الارهابيين من الفرار من قبضة القانون». الى ذلك قال مسؤول كبير بوزارة الداخلية الهندية امس ان ما بين 20 و30 رهينة ما زالوا على الارجح محتجزين في فندق ترايدنت اوبروي في مومباي بعد الهجمات التي شنها متشددون. على صعيد اخر اعلنت وزارة الخارجية الايطالية أمس ان مواطنا ايطاليا قتل في الهجمات التي شهدتها مومباي ليل الاربعاء والخميس الماضيين. وجاء في تصريح للوزارة ان «سلطاتنا الدبلوماسية والقنصلية أكدت مقتل مواطن ايطالي في هجمات مومباي» موضحا ان اسم القتيل هو انتونيو دي لورينزو.