كسفت دراسة حديثة حول إصابة الاطفال بمرض التوحد أنه يزيد احتمال الإصابة إذا عاشوا في الاماكن و المقاطعات ذات المستويات العالية من الأمطار السنوية في سن الثالثة وما دون. وفقا لدراسة والتي نشرت مؤخرا أنه قد يعود السبب إلى وجود شي يتعلق بالمناخ الرطب يحفز الاضطراب المؤدي إلى التوحد. فمن ضمن التفسيرات المحتملة: أن المناخ السيئ قد يؤدي بالأطفال إلى الجلوس أمام التلفاز والفيديو لساعات أطول, الأمر الذي يرتبط بمشاكل تعلم اللغة لدى الأطفال الصغار. في حين يشير التفسير الآخر إلى أن البقاء داخل المنزل قد يسبب عجز فيتامين سي عن العمل ( الفيتامين الموجود في أشعة الشمس) والذي يلعب دورا هاما في بناء الصحة السليمة. وقال سان نيكولاس محلل السياسة في جامعة كورنيل والذي أجرى دراسة نشرت في أرشيف طب الأطفال والمراهقين انه عندما تمطر لفترات طويلة , يقضي الأطفال أوقات طويلة داخل المنزل فربما يكون السبب هو وجود مادة مفيدة خارج المنزل قل تعرضهم لها أو وجود مادة ضارة في بيئة المنزل. هذا وقد أكدت الدراسة والكلمة الافتتاحية المصاحبة لها أن العلاقة بين مرض التوحد والمطر لم يتم إثباتها طبيا وان التفسيرات المحتملة تحتاج إلى المزيد من التحليل والدراسة. قال الدكتور نويل ويس عالم الأوبئة في جامعة واشنطن والذي كتب الافتتاحية:" تعتب هذه النتائج غير محددة وتجريبية ليس لان الباحثين غير مؤهلين, بل لأنها مشكلة تصعب دراستها ونحن نأمل أن يدرس باحثون آخرون هذه المشكلة عند قراءتهم لهذه المقالة" وقد أشار مسئولو الصحة الاتحادية إلى حدوث ارتفاع ملحوظ في عدد الأطفال المصابين بالتوحد في الولاياتالمتحدة ليصل إلى 1 من بين 150 طفلا مقارنة ب 1 من بين 2500 طفل في العقود الثلاثة الأخيرة. ويعزى هذا الارتفاع إلى التوسع في المعايير التشخيصية لتتضمن حالات ذات العلاقة وأكثر اعتدالا ولنشر الوعي. يعتبر التوحد اضطراب عصبي تطوري يسبب ضعف في الاتصال والتواصل مع المجتمع كما أن السلوك المتكرر مثل الاهتزاز أو التأرجح وضرب الرأس من علامات التوحد. ولا زال أصل التوحد غير معروف إلا أن العلماء اكتشفوا عددا من الجينات التي تلعب دورا في الإصابة بهذا المرض بالاشتراك مع العوامل البيئية. وقد بحثت الدراسة الجديدة الأطفال المولودين في الولايات الثلاث منذ 1987 إلى 1999, وللتحكم بعوامل مثل دخل الفرد والسلالة والعرق تم فحص عدد من حالات التوحد ونسب هطول الأمطار في كل مقاطعة بالإضافة إلى كمية هطول الأمطار التي تعرض لها الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى من حياتهم والذين ولدوا في سنوات مختلفة.ففي واشنطن والاوريغون, بلغت حالات التوحد الضعف في المقاطعات الواقعة غربي سلسة جبال الكاسكيد حيث تزيد نسب هطول الأمطار لتصل إلى أربعة أضعاف مقارنة بمناطق شرق السلسلة. وقد اكتشفت الدراسة انه حتى في المناطق التي يكون فيها معدل المطر السنوي منخفضا, مثل لوس أنجلس فان الأطفال الذين ولدوا خلال فترة هطول الأمطار السنوية بلغ احتمال تشخيصهم بالتوحد أكثر بنسبة الثلث عند وصولهم سن الثامنة مقارنة بالذين ولدوا خلال فترة انقطاع المطر.